الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5061 ) فصل : إذا نوى الخيانة في الوديعة ، بالجحود أو الاستعمال ، ولم يفعل ، لم يصر ضامنا ; لأنه لم يحدث في الوديعة قولا ولا فعلا ، فلا يضمن ، كما لو لم ينو . وقال ابن شريح : يضمنها ; لأنه أمسكها بنية الخيانة ، فيضمنها ، كالملتقط بقصد التملك [ ص: 308 ] ولنا : قول النبي صلى الله عليه وسلم { : عفي عن أمتي الخطأ والنسيان ، وما حدثت به أنفسها ، ما لم تكلم به ، أو تعمل به } . ولأنه لم يخن فيها بقول ولا فعل ، فلم يضمنها ، كالذي لم ينو ، وفارق الملتقط بقصد التملك

                                                                                                                                            ، فإنه عمل فيها بأخذها ناويا للخيانة فيها ، فوجب الضمان بفعله المنوي ، لا بمجرد النية . ولو التقطها قاصدا لتعريفها ، ثم نوى بعد ذلك إمساكها لنفسه ، كانت كمسألتنا . ولو أخرجها بنية الاستعمال ، فلم يستعملها ، ضمنها . وبهذا قال الشافعي . وقال أبو حنيفة لا يضمنها إلا بالاستعمال ; لأنه لو أخرجها لنقلها لم يضمنها . ولنا ، أنه تعدى بإخراجها ، أشبه ما لو استعملها ، بخلاف ما إذا نقلها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية