الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 251 ] فصل .

المشتهرون بإقراء القرآن من الصحابة سبعة : عثمان ، وعلي ، وأبي ، وزيد بن ثابت ، وابن مسعود ، وأبو الدرداء ، وأبو موسى الأشعري . كذا ذكرهم الذهبي في طبقات القراء . قال : وقد قرأ على أبي جماعة من الصحابة منهم أبو هريرة ، وابن عباس ، وعبد الله بن السائب وأخذ ابن عباس عن زيد أيضا وأخذ عنهم خلق من التابعين .

فممن كان بالمدينة : ابن المسيب وعروة وسالم وعمر بن عبد العزيز وسليمان وعطاء بن يسار ، ومعاذ بن الحارث المعروف بمعاذ القارئ ، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، وابن شهاب الزهري ، ومسلم بن جندب ، وزيد بن أسلم .

وبمكة : عبيد بن عمير ، وعطاء بن أبي رباح ، وطاوس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وابن أبي مليكة .

وبالكوفة : علقمة والأسود ومسروق وعبيدة وعمرو بن شرحبيل والحارث بن قيس والربيع بن خثيم ، وعمرو بن ميمون ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، وزر بن حبيش ، وعبيد بن نضيلة ، وسعيد بن جبير ، والنخعي والشعبي .

وبالبصرة : أبو العالية وأبو رجاء ونصر بن عاصم ويحيى بن يعمر والحسن وابن سيرين ، وقتادة .

وبالشام : المغيرة بن أبي شهاب المخزومي صاحب عثمان ، وخليفة بن سعد صاحب أبي الدرداء .

[ ص: 252 ] ثم تجرد قوم ، واعتنوا بضبط القراءة أتم عناية ، حتى صاروا أئمة يقتدى بهم ويرحل إليهم .

فكان بالمدينة : أبو جعفر يزيد بن القعقاع ، ثم شيبة بن نصاح ، ثم نافع بن أبي نعيم .

وبمكة : عبد الله بن كثير وحميد بن قيس الأعرج ، ومحمد بن أبي محيصن .

وبالكوفة : يحيى بن وثاب وعاصم بن أبي النجود ، وسليمان الأعمش ، ثم حمزة ، ثم الكسائي .

وبالبصرة : عبد الله بن أبي إسحاق ، وعيسى بن عمر وأبو عمرو بن العلاء وعاصم الجحدري ، ثم يعقوب الحضرمي .

وبالشام : عبد الله بن عامر ، وعطية بن قيس الكلابي ، وإسماعيل بن عبد الله بن المهاجر ، ثم يحيى بن الحارث الذماري ، ثم شريح بن يزيد الحضرمي .

واشتهر من هؤلاء في الآفاق الأئمة السبعة :

نافع : وقد أخذ عن سبعين من التابعين ، منهم أبو جعفر .

وابن كثير ، وأخذ عن عبد الله بن السائب الصحابي .

وأبو عمرو : وأخذ عن التابعين .

وابن عامر : وأخذ عن أبي الدرداء ، وأصحاب عثمان .

وعاصم : وأخذ عن التابعين .

وحمزة : وأخذ عن عاصم والأعمش والسبيعي ومنصور بن المعتمر وغيره .

والكسائي : وأخذ عن حمزة وأبي بكر بن عياش .

ثم انتشرت القراءات في الأقطار ، وتفرقوا أمما بعد أمم ، واشتهر من رواة كل طريق من طرق السبعة راويان :

فعن نافع : قالون وورش ، عنه .

وعن ابن كثير : قنبل والبزي ، عن أصحابه عنه .

وعن أبي عمرو : الدوري والسوسي ، عن اليزيدي ، عنه .

وعن ابن عامر : هشام وابن ذكوان ، عن أصحابه ، عنه .

وعن عاصم : أبو بكر بن عياش ، وحفص ، عنه .

وعن حمزة : خلف وخلاد ، عن سليم ، عنه .

وعن الكسائي : الدوري ، وابن الحارث .

ثم لما اتسع الخرق وكاد الباطل يلتبس بالحق ، قام جهابذة الأمة ، وبالغوا في الاجتهاد ، [ ص: 253 ] وجمعوا الحروف والقراءات ، وعزوا الوجوه والروايات ، وميزوا الصحيح والمشهور والشاذ بأصول أصلوها ، وأركان فصلوها .

فأول من صنف في القراءات أبو عبيد القاسم بن سلام ، ثم أحمد بن جبير الكوفي ، ثم إسماعيل بن إسحاق المالكي صاحب قالون ، ثم أبو جعفر بن جرير الطبري ، ثم أبو بكر محمد بن أحمد بن عمر الداجوني ، ثم أبو بكر بن مجاهد ، ثم قام الناس في عصره وبعده بالتأليف في أنواعها جامعا ومفردا ، وموجزا ومسهبا ، وأئمة القراءات لا تحصى . .

وقد صنف طبقاتهم حافظ الإسلام أبو عبد الله الذهبي ، ثم حافظ القراء أبو الخير بن الجزري .

التالي السابق


الخدمات العلمية