الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6878 ) فصل : فإن حفر إنسان في ملكه بئرا ، فوقع فيها إنسان أو دابة ، فهلك به ، وكان الداخل دخل بغير إذنه ، فلا ضمان على الحافر ; لأنه لا عدوان منه . وإن دخل بإذنه ، والبئر بينة مكشوفة ، والداخل بصير يبصرها ، فلا ضمان أيضا ; لأن الواقع هو الذي أهلك نفسه ، فأشبه ما لو قدم إليه سيف ، فقتل به نفسه وإن كان الداخل أعمى ، أو كانت في ظلمة لا يبصرها الداخل ، أو غطى رأسها ، فلم يعلم الداخل بها حتى وقع فيها ، فعليه ضمانه . وبهذا قال شريح ، والشعبي ، والنخعي ، وحماد ، ومالك . وهو أحد الوجهين لأصحاب الشافعي . وقال في الآخر : لا يضمنه ; لأنه هلك بفعل نفسه .

                                                                                                                                            ولنا ، أنه تلف بسببه ، فضمنه ، كما لو قدم له طعاما مسموما فأكله ، وبهذا ينتقض ما ذكروه . وإن اختلفا ، فقال [ ص: 334 ] صاحب الدار : ما أذنت لك في الدخول . وادعى ولي الهالك أنه أذن له ، فالقول قول المالك ; لأنه منكر . وإن قال : كانت مكشوفة . وقال الآخر : كانت مغطاة . فالقول قول ولي الواقع ; لأن الظاهر معه ، فإن الظاهر أنها لو كانت مكشوفة لم يسقط فيها . ويحتمل أن القول قول المالك ; لأن الأصل براءة ذمته ، فلا تشتغل بالشك ، ولأن الأصل عدم تغطيتها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية