الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6887 ) فصل : وإذا طلب إنسانا بسيف مشهور ، فهرب منه ، فتلف في هربه ، ضمنه ، سواء وقع من شاهق ، أو [ ص: 337 ] انخسف به سقف ، أو خر في بئر ، أو لقيه سبع فافترسه ، أو غرق في ماء ، أو احترق بنار ، وسواء كان المطلوب صبيا أو كبيرا ، أعمى أو بصيرا ، عاقلا أو مجنونا . وقال الشافعي : لا يضمن البالغ العاقل البصير ، إلا أن يخسف به سقف ، فإن فيه وفي الصغير والمجنون والأعمى قولين ; لأنه هلك بفعل نفسه ، فلم يضمنه الطالب ، كما لو لم يطلبه .

                                                                                                                                            ولنا ، أنه هلك بسبب عدوانه ، فضمنه ، كما لو حفر له بئرا ، أو نصب سكينا ، أو سم طعامه ووضعه في منزله . وما ذكره يبطل بهذه الأصول ، ولأنه تسبب إلى إهلاكه ، فأشبه ما لو انخسف من تحته سقف ، أو كان صغيرا أو مجنونا . وإن طلبه بشيء يخيفه به ، كالليث ونحوه ، فحكمه حكم ما لو طلبه بسيف مشهور ; لأنه في معناه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية