الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1628 296 - حدثنا سهل بن بكار قال: حدثنا وهيب، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس - رضي الله عنه- قال: صلى النبي - صلى الله عليه وسلم- الظهر بالمدينة أربعا، والعصر بذي الحليفة ركعتين، فبات بها، فلما أصبح ركب راحلته فجعل يهلل ويسبح، فلما علا على البيداء لبى بهما جميعا، فلما دخل مكة أمرهم أن يحلوا، ونحر النبي - صلى الله عليه وسلم- بيده سبع بدن قياما، وضحى بالمدينة كبشين أملحين أقرنين.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " ونحر النبي - صلى الله عليه وسلم- بيده سبع بدن قياما"، وقد تقدم هذا الحديث مختصرا بهذا الإسناد بعينه في باب من نحر بيده قبل هذا الباب بباب، وقد ذكرنا هناك أن هذا الباب، أعني باب من نحر بيده غير موجود إلا في رواية أبي ذر - رضي الله تعالى عنه- عن المستملي، وقد مضى الكلام فيه هناك مستقصى.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فبات بها فلما أصبح" ، وفي رواية الكشميهني: " فبات بها حتى أصبح"؛ أي: فبات النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم- بذي الحليفة إلى أن أصبح، قوله: " لبى بهما"؛ أي: بالحج والعمرة، وهذا يصرح بأنه - صلى الله عليه وسلم- كان قارنا ولا اعتبار لتأويل من يؤول أن معنى قوله: " فلبى بهما" أمر من أهل بالقران؛ لأنه كان هو مفردا؛ لأنه خروج عن معنى يقتضيه التركيب إلى معنى غير صحيح يظهر ذلك بأدنى تأمل. قوله: [ ص: 52 ] " أمرهم أن يحلوا" يعني لمن لم يكن معهم الهدي. قوله: " سبع بدن" كذا في رواية أبي ذر، وفي رواية كريمة وغيرها: " سبعة بدن"، وقد ذكرنا وجهه في باب من نحر بيده. قوله: " قياما" نصب على الحال بمعنى قائمة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية