الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله { وإن لم ير من وراءه } { لم تصح } شمل ما إذا كانا في المسجد ، أو كانا خارجين عنه ، أو كان المأموم وحده خارجا عنه فإن كان فيه لكنه لم يره ولم ير من وراءه ويسمع التكبير : فعموم كلام المصنف هنا يقتضي عدم الصحة ، وهو إحدى الروايات . ( * ) قال ابن منجا في شرحه : هو ظاهر المغني ، وصححه في النهاية ، والخلاصة وقدمه في الحاويين في غير الجمعة ، وقال : نص عليه وقدمه في الهداية ، وابن تميم ، والفائق ، وعنه تصح إذا سمع التكبير ، وهي المذهب اختاره القاضي قال ابن عقيل : الصحيح الصحة وصححه في الكافي وقدمه في الفروع ، والمحرر ، والنظم ، والرعايتين وجزم به في الإفادات ، وأطلقهما في المذهب ، ومجمع البحرين ، والمذهب الأحمد . [ ص: 296 ] وعنه يصح في النفل دون الفرض ، وعنه لا يضر المنبر مطلقا ، وعنه لا يضر للجمعة ونحوها نص عليه فمن الأصحاب من قال : هذا قاله على رواية عدم اعتبار المشاهدة ، ومنهم من خص الجمعة ونحوها .

فقال : يجوز فيها ذلك على كلا الروايتين ، نظرا للحاجة ، ومنهم من ألحق بذلك البناء إذا كان لمصلحة المسجد قال في النكت والرعاية ، وقيل : إن كان المانع لمصلحة المسجد صح وإلا لم تصح .

قلت : قطع في الرعاية الصغرى ، والحاويين ، وغيرهم بصحة صلاة الجمعة إذا سمع التكبير ، مع عدم رؤية الإمام ومن خلفه وقدمه في الرعاية الكبرى ، قلت : وهو كالإجماع ، وفعل الناس ذلك مع عدم الرؤية بالمنبر ونحوه من غير نكير ، وأما إذا لم يره ولا من وراءه ، ولم يسمع التكبير : فإنه لا يصح اقتداؤه قولا واحدا ، وإن كان ظاهر كلام المصنف ، لكن يحمل على سماع التكبير ; لعدم الموافق على ذلك ، وإن كانا خارجين عن المسجد ، أو كان المأموم خارج المسجد والإمام في المسجد ، ولم يره ولا من وراءه ، ولكن سمع التكبير ، فالصحيح من المذهب : لا يصح قدمه في الفروع ، والرعاية الكبرى ، والمحرر ، والفائق ، وابن تميم ، وهو ظاهر كلام كثير من الأصحاب ، وهو ظاهر كلام المصنف هنا ، وعنه يصح قال أحمد في رجل يصلي خارج المسجد يوم الجمعة وأبواب المسجد مغلقة أرجو أن لا يكون به بأس .

قلت : وهو عين الصواب في الجمعة ونحوها للضرورة ، وعنه يصح في النفل ، وعنه يصح في الجمعة خاصة ، وعنه وإن كان الحائل حائط المسجد لم يمنع ، وإلا منع ، وأما إن كان يراه من وراءه : فقد تقدم في أول المسألة .

فائدتان . إحداهما : لو منع الحائل الاستطراق ، دون الرؤية ، كالشباك : لم يؤثر على الصحيح من المذهب ، كما تقدم ، وحكى في التبصرة رواية بتأثيره ، وذكره الآمدي وجها ، [ ص: 297 ] الثانية : تكفي الرؤية في بعض الصلاة ، صرح به الأصحاب .

التالي السابق


الخدمات العلمية