الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2241 وقال أبو عبد الله : بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم حمى النقيع وأن عمر حمى السرف والربذة .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  وقع للأكثرين من الرواة هكذا ، وقال : بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم بدون لفظ أبو عبد الله ولم يقع ، قال أبو عبد الله : إلا في رواية أبي ذر ، وقال ابن التين : وقع في بعض روايات البخاري ، وقال أبو عبد الله : وبلغنا فجعله من قول البخاري ، وقال بعضهم : فظن بعض الشراح أنه من كلام البخاري المصنف وليس كذلك ، قلت : إن كان مراده من بعض الشراح ابن التين فليس كذلك لأن ابن التين لم يقل إنه من كلام البخاري وإنما هو ناقل وليس بقائل ، والضمير المرفوع في قوله " فجعله " يرجع إلى ناقل هذه الرواية من أبي ذر وليس يرجع إلى ابن التين ، ولم يدر نسبة الظن إلى أي شارح من شراح البخاري ، والحاصل أن رواية الأكثرين هي الصحيحة وأن الضمير في قوله " وقال بلغنا " يرجع إلى الزهري وأنه من البلاغ المنسوب إليه ، وذكر أبو داود أن القائل " وبلغنا " إلى آخره ابن شهاب هو الزهري رحمه الله ، وروى في سننه من طريق ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب فذكر الموصول والمرسل جميعا ، أما الموصول فرواه عن سعيد بن منصور ، قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد ، عن عبد الرحمن بن الحارث ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس ، عن الصعب بن جثامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حمى النقيع ، وقال : لا حمى إلا لله . وأما المرسل فهو قال ابن شهاب : وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حمى النقيع ، قوله " النقيع " بالنون وقد مر تفسيره عن قريب ، قوله " وأن عمر رضي الله تعالى عنه حمى الشرف والربذة " عطف على قوله " بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم " وهو أيضا من بلاغ الزهري والشرف بفتح الشين المعجمة والراء وفي آخره فاء وهو المشهور ، وذكر عياض أنه عند البخاري بفتح السين المهملة وكسر الراء والصواب الأول لأن الشرف بالمعجمة من عمل المدينة وبالمهملة وكسر الراء من عمل مكة ولا تدخله الألف واللام بينها وبين مكة ستة أميال وقيل سبعة وقيل تسعة وقيل اثني عشر ، والربذة بفتح الراء والباء الموحدة والذال المعجمة المفتوحات قرية قريبة من ذات عرق بينها وبين المدينة ثلاث مراحل ، وقد مر تفسيره فيما مضى أيضا .

                                                                                                                                                                                  وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن نافع عن ابن عمر أن عمر رضي الله تعالى عنه حمى الربذة لنعم الصدقة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية