الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            مسألة : ثعلبة الذي روي أنه نزل فيه قوله تعالى : ( ومنهم من عاهد الله ) الآيات ، ذكر الباوردي ، وابن السكن ، وابن شاهين ، وغيرهم أنه ثعلبة بن حاطب أحد من شهد بدرا ، قال الحافظ ابن حجر في الإصابة : ولا أظن الخبر يصح ، وإن صح ففي كونه هو البدري نظر ، وقد ذكر ابن الكلبي : أن ثعلبة بن حاطب الذي شهد بدرا قتل بأحد فتأكدت المغايرة بينهما ; فإن صاحب القصة تأخر في خلافة عثمان ، قال : ويقوي ذلك أن في تفسير ابن مردويه - ثعلبة بن أبي حاطب - والبدري اتفقوا على أنه ثعلبة بن حاطب ، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال : " لا يدخل النار أحد شهد بدرا والحديبية " ، وحكى عن ربه أنه قال لأهل بدر : " اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " . فمن يكون بهذه المثابة ؟ كيف يعقبه الله نفاقا في قلبه ، وينزل فيه ما ينزل ؟ فالظاهر أنه غيره ، انتهى .

            ونظير هذا ما روي في سبب نزول قوله تعالى : ( وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ) الآية . أن طلحة بن عبيد الله قال : يتزوج محمد بنات عمنا ويحجبهن عنا ، لئن مات لأتزوجن عائشة من بعده ، فنزلت ، وقد كنت في وقفة شديدة من صحة هذا الخبر ; لأن طلحة أحد العشرة أجل مقاما من أن يصدر منه ذلك ، حتى رأيت بعد ذلك أنه رجل آخر شاركه في اسمه واسم أبيه ونسبه ; فإن طلحة المشهور الذي هو أحد العشرة - طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم التيمي - وطلحة صاحب [ ص: 117 ] القصة - طلحة بن عبيد الله بن مسافع بن عياض بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم التيمي - قال أبو موسى في الذيل عن ابن شاهين في ترجمته : هو الذي نزل فيه : ( وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ) الآية ، وذلك أنه قال : لئن مات رسول الله لأتزوجن عائشة ، وقال : إن جماعة من المفسرين غلطوا ، وظنوا أنه طلحة أحد العشرة .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية