الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4772 ) فصل : ويجوز أن يوصي إلى رجلين معا في شيء واحد ، ويجعل لكل واحد منهما التصرف منفردا ، فيقول : أوصيت إلى كل واحد منكما أن ينفرد بالتصرف . لأنه جعل كل واحد منهما وصيا منفردا ، وهذا يقتضي تصرفه على الانفراد . وله أن يوصي إليهما ليتصرفا مجتمعين ، وليس لواحد منهما الانفراد [ ص: 143 ] بالتصرف ; ولأنه لم يجعل ذلك إليه ، ولم يرض بنظره وحده . وهاتان الصورتان لا أعلم فيهما خلافا . وإن أطلق ، فقال : أوصيت إليكما في كذا . فليس لأحدهما الانفراد بالتصرف . وبه قال مالك ، والشافعي . وقال : أبو يوسف : له ذلك ; لأن الوصية والولاية لا تتبعض ، فملك كل واحد منهما الانفراد بها كالأخوين في تزويج أختهما . وقال أبو حنيفة ، ومحمد يستحسن على خلاف القياس ، فيبيح أن ينفرد كل واحد منهما بسبعة أشياء : كفن الميت ، وقضاء دينه ، وإنفاذ وصيته ، ورد الوديعة بعينها ، وشراء ما لا بد للصغير منه من الكسوة والطعام ، وقبول الهبة له ، والخصومة عن الميت فيما يدعى له أو عليه ; لأن هذه يشق الاجتماع عليها ويضر تأخيرها ، فجاز الانفراد بها . ولنا ، أنه شرك بينهما في النظر ، فلم يكن لأحدهما الانفراد ، كالوكيلين . وما قاله أبو يوسف نقول به ، فإنه جعل الولاية إليهما باجتماعهما ، فليست متبعضة ، كما لو وكل وكيلين ، أو صرح للوصيين بأن لا يتصرفا إلا مجتمعين . ثم يبطل ما قاله بهاتين الصورتين ، ويبطل ما قاله أبو حنيفة بهما أيضا ، وإذا تعذر اجتماعهما ، أقام الحاكم أمينا مقام الغائب .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية