الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          2110 - مسألة : الجرة توضع إلى باب ، أو إنسان يستند إلى باب ، فيفتح الباب فاتح فيفسد المتاع ، أو يقع الإنسان فيموت ؟ قال علي : قال قوم بالتضمين في هذا ، وأسقط قوم فيه الضمان ، والظاهر عندنا - وبالله تعالى التوفيق - أنه ضامن للمتاع ، والدية على عاقلته ، والكفارة عليه ، لأنه مباشر لإسقاط المتاع ، وإسقاط المسند قاصدا إلى ذلك - وإن لم يعلم - بخلاف ما ذكرنا قبل مما لم يباشر الإتلاف فيه ، ولو أنه فعل هذا عمدا لكان عليه القود ، وهذا والذي يزحم دابته في الطريق فيدفعها عن طريقه فتدوس إنسانا ، أو تفسد متاعا ، فإنه يضمن ، لأنه مباشر للإفساد ، ولا نبالي بتعدي مسند الجرة ، والمتكئ إلى الباب لو كانا متعديين فكيف ولا عدوان في هذا .

                                                                                                                                                                                          ولو أن امرأ رقد ليلا في طريق فداسه إنسان فقتله فإنه قاتل خطأ بلا شك .

                                                                                                                                                                                          وكذلك لو دخل دار إنسان ليسرق فداسه صاحب المنزل فقتله فهو مباشر لقتله ، فعليه القود في العمد ، لأنه لم يقتله محاربا له ، والدية في ذلك ، والكفارة على العاقلة في غير العمد . وبالله تعالى التوفيق .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية