الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
ومن الدماء الفاسدة ما تراه الصغيرة جدا ; لأنه سبق أوانه فلا يعطى له حكم الصحة إذ لو جعلناه حيضا حكمنا ببلوغها به ضرورة ، وذلك محال في الصغيرة جدا واختلف مشايخنا في أدنى المدة التي يجوز الحكم فيها ببلوغ الصغيرة فكان محمد بن مقاتل الرازي رحمه الله تعالى يقدر ذلك بتسع سنين ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم بنى بعائشة رضي الله عنها ، وهي بنت تسع سنين والظاهر أنه بنى بها بعد البلوغ ، وكان لأبي مطيع البلخي ابنة صارت جدة ، وهي بنت تسعة عشرة سنة حتى قال : فضحتنا هذه الجارية ، ومن مشايخنا من قدر ذلك بسبع سنين لقوله صلى الله عليه وسلم { مروهم بالصلاة إذا بلغوا سبعا } والأمر حقيقة للوجوب وذلك بعد البلوغ وسئل أبو نصر محمد بن سلام رحمهما الله تعالى عن ابنة ست سنين إذا رأت الدم هل يكون حيضا ؟ فقال : نعم ، إذا تمادى بها مدة الحيض ولم يكن نزوله لآفة وأكثر المشايخ على ما قاله محمد بن مقاتل رحمه الله تعالى ; لأن رؤية الدم فيما دون ذلك نادر ولا حكم للنادر .

التالي السابق


الخدمات العلمية