الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                            مواهب الجليل في شرح مختصر خليل

                                                                                                                            الحطاب - محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرعينى

                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ص ( كعبدي رجلين بكذا )

                                                                                                                            ش : هذا نحو عبارة [ ص: 279 ] ابن الحاجب قال في التوضيح : يصدق على ثلاث صور إذا كان لكل منهما عبد أو لأحدهما عبد ، والآخر مشترك أو هما مشتركان بينهما على أجزاء متفاوتة مختلفة في العبدين قال : ولا يدخل في كلامه ما إذا كانا مشتركين بينهما على السواء ; لأنه جعل العبدين مثلا لمجهول التفصيل ، وإذا حصلت الشركة على السواء فالثمن معلوم التفصيل ا هـ . ومراده بكونهما على السواء أن لكل واحد في أحد العبدين بقدر ما له في الآخر كما لو كان ثلث كل واحد من العبدين لأحدهما وللآخر الثلثان ، والله أعلم .

                                                                                                                            ( فرع ) : فإن وقع على المشهور فسخ البيع فإن فات ففي الموازية يمضي بالثمن مفضوضا على القيم ، وفي غير الموازية أنه يمضي بالقيمة كالبيع الفاسد التونسي ، وهو أشبه قاله في التوضيح ( فرع ) : فإن سميا لكل واحد ثمنا أو قوما أو دخلا على المساواة بعد التقويم جاز قاله في التوضيح .

                                                                                                                            ( فرع ) : فإذا اشترى اثنان سلعتين على الشركة جاز ، وعلى أن كل ، واحد يأخذ واحدة بما ينوبها قولان قاله في الشامل ، والجاري على المشهور المنع .

                                                                                                                            ( تنبيه ) : ظاهر كلام المصنف ، وابن الحاجب أنه لا فرق بين أن يكون المشتري عالما بما يقدم عليه أو يظن أنهما شريكان في العبدين ، وهو ظاهر المدونة أيضا فيكون حجة أيضا للقول بفساد البيع إذا جهل أحد المتبايعين الثمن أو المثمون ، وقال في التوضيح : أشار التونسي إلى أن هذا إنما هو إذا علم المشتري بذلك وأما إذا ظن أنهما شريكان في العبدين ، فإنه لا يفسخ البيع ; لأن الفساد من جهة أحد المتبايعين لا من جهتهما ، وقال المازري : إذا لم يعلم المشتري يجري ذلك على الخلاف في علم أحد المتبايعين بالفساد .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            الخدمات العلمية