الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              ( فإن غابت الأم أو امتنعت ف ) الحضانة ( للجدة ) أم الأم ( على الصحيح ) كما لو ماتت ، أو جنت وقضيته أن الأم لا تجبر ، ومحله إن لم يلزمها نفقته وإلا أجبرت ، ومثلها كل أصل يلزمه الإنفاق ومنه إذ المراد به الكفاية . الإخدام بنحو شراء خادم ، أو استئجاره لمن يخدم مثله ولا يلزم الأم المستحقة للحضانة إذا لم يلزمها إنفاقه أن تخدمه ، وقول الماوردي إذا كان مثلها لا يخدم مردود بأن الإخدام من جملة الإنفاق اللازم لغيرها فلا يلزمها ، وإن كان مثلها يخدم ولده ، ومن استحقت الحضانة فحضنت بقصد الرجوع وأشهدت عليه فإن كان ذلك لغيبة المنفق أو امتناعه ، ومع فقد القاضي رجعت بأجرتها ، وإلا فلا نظير ما مر في النفقة خلافا لمن أطلق الرجوع ولمن أطلق عدمه .

                                                                                                                              ( تنبيه ) قام بكل من الأقارب مانع من الحضانة رجع في أمرها للقاضي الأمين فيضعه عند الأصلح منهن ، أو من غيرهن كما بحثه الأذرعي وغيره خلافا للماوردي في قوله : لا يختلف المذهب في أن أزواجهن إذا لم يمنعوهن يكن باقيات على حقهن فإن أذن الزوج واحدة فقط فهي الأحق ، وإن بعدت ، أو زوجا ثنتين قدمت قرباهما [ ص: 360 ] ( هذا كله في غير مميز ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية ابن قاسم

                                                                                                                              [ ص: 359 ] قوله : وقضيته إلخ ) كذا م ر ش ( قوله : وإلا أجبرت إلخ ) انظره مع ما يأتي في الحاشية عن الروض وشرحه من قولهما : وإن امتنعا منها ، وكان بعدهما مستحقان إلخ إذ أفاد أنه لا جبر إلا إذا لم يكن بعدهما مستحق ، والأم أجبرت مع أن بعدها مستحقا وهو الجدة إلا أن الكلام هنا في غير المميز ، وما يأتي في المميز ، وما يوافق ما هنا في الحاشية أول الفصل عن شرح الروض . ا هـ . ولو تدافعوا الحضن فعلى من تلزمه نفقته ؟ ( قوله : بقصد الرجوع ) أي : [ ص: 360 ] بأجرة الحضانة ( قوله في المتن : هذا كله في غير مميز ) أي : سواء افترق أبواه أو لا كما يؤخذ من إطلاقه مع التفصيل في مقابله الذي هو المميز



                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              ( قوله : وإلا ) أي : وإن لزمها نفقة الولد المحضون بأن لم يكن للولد مال ولا أب موسر أجبرت أي : الأم ؛ لأنها من جملة النفقة فهي حينئذ كالأب ا هـ . مغني ( قوله : ومنه ) خبر مقدم لقوله : الإخدام ، والضمير للإنفاق ، وقوله : إذ المراد إلخ علة مقدمة على بعض معلولها ( قوله : أن تخدمه ) فاعل ولا يلزم ( قوله : وقول الماوردي إلخ ) تقييدا لقولهم ولا يلزم الأم إلخ ( قوله : لا يخدم ) بفتح الياء هنا وفيما يأتي ( قوله : لغيرها ) أي : غير الأم التي لا يلزمها إنفاق ولدها المحضون ( قوله : بقصد الرجوع ) أي : بأجرة الحضانة ( قوله : قام إلخ ) أي : لو قام ( قوله : لا يختلف المذهب ) إلى المتن مقول القول ( قوله : في أن أزواجهن إلخ ) أي : في صورة كون المانع التزويج ا هـ .

                                                                                                                              كردي ( قول المتن هذا ) أي : المذكور من الفصل إلى هنا كله في غير مميز وهو [ ص: 360 ] كما مر من لا يستقل كطفل ومجنون بالغ ا هـ .

                                                                                                                              مغني ( قول المتن في غير مميز ) أي : سواء افترق أبواه ، أو لا كما يؤخذ من إطلاقه مع التفصيل في مقابلة الذي هو المميز ا هـ . سم




                                                                                                                              الخدمات العلمية