الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( ومن أفاض قبل الإمام من عرفات فعليه دم ) وقال الشافعي رحمه الله : لا شيء عليه ; لأن الركن أصل الوقوف فلا يلزمه بترك الإطالة شيء . ولنا أن الاستدامة إلى غروب الشمس واجبة لقوله عليه الصلاة والسلام { فادفعوا بعد غروب الشمس } فيجب بتركه الدم ، بخلاف ما إذا وقف ليلا لأن استدامة الوقوف على [ ص: 60 ] من وقف نهارا لا ليلا ، فإن عاد إلى عرفة بعد غروب الشمس لا يسقط عنه الدم في ظاهر الرواية ، لأن المتروك لا يصير مستدركا . واختلفوا فيما إذا عاد قبل الغروب .

التالي السابق


( قوله : ومن أفاض قبل الإمام ) قد تركنا مواضع من هذا الفصل ; لأنها مفصلة واضحة في الكتاب فتراجع فيه . ثم الأولى أن يقول قبل أن تغرب الشمس ; لأنه المدار إلا أن الإفاضة من الإمام لما لم تكن قط إلا على الوجه الواجب أعني بعد الغروب وضع المسألة باعتبارها ، وأشار في الدليل إلى خصوص المراد بقوله : ولنا أن الاستدامة إلى غروب الشمس واجبة . والحديث الذي ذكره وهو قوله عليه الصلاة والسلام { فادفعوا بعد غروب الشمس } غريب ، ولا شبهة في أنه عليه الصلاة والسلام دفع بعد غروب الشمس . ويمكن أن يقال : كل ما وقع من قوله عليه الصلاة والسلام في الحج يحمل على الوجوب إلا أن يقوم دليل خلافه لقوله عليه الصلاة والسلام { خذوا عني مناسككم } وأيضا ما تقدم من حديث الحاكم عن المسور { خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أما بعد ، فإن أهل الشرك كانوا يدفعون من هذا الموضع إذا كانت الشمس على رءوس الجبال مثل عمائم الرجال في وجوهها ، وإنا ندفع بعد أن تغيب } ، فإن هذا السوق يفيد الوجوب بأدنى تأمل فيه . ومسائل الإفاضة قبل الغروب ذكرناها في بحث الوقوف بعرفة فارجع إليها تستغن عن إعادتها هنا . [ ص: 60 ] وقوله في ظاهر الرواية يحترز به عما قدمناه هناك من رواية ابن شجاع ( قوله : واختلفوا فيما إذا عاد قبل الغروب ) ذكر الكرخي أنه يسقط ; لأن الواجب الإفاضة بعد الغروب وقد وجد وتقدم ما عليه وجوابه ، وأنه الحق فارجع إليه .




الخدمات العلمية