الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( ولا يفطر ببلع ريقه ) الصرف ( من معدنه ) أي محله وهو الفم جميعه سواء في ذلك ما نبع لتليين مأكول أو ترطيب لسان أو تسهيل نطق أو غير ذلك لعسر التحرز عنه ، واحترز بريقه عما لو مص ريق غيره وبلعه فإنه يفطر جزما ( فلو خرج عن الفم ) ولو إلى ظاهر الشفة لا على

                                                                                                                            [ ص: 170 ] اللسان ( ثم رده ) إليه بلسانه أو غيره ( وابتلعه أو بل خيطا بريقه ورده إلى فمه ) كما يعتاد عند الفتل ( وعليه رطوبة تنفصل ) وابتلعها ( أو ابتلع ريقه مخلوطا بغيره ) الطاهر كمن فتل خيطا مصبوغا تغير به ريقه : أي ولو بلون أو ريح فيما يظهر من إطلاقهم إن انفصلت عين منه لسهوله التحرز عن ذلك ، ومثله كما في الأنوار ما لو استاك وقد غسل السواك وبقيت فيه رطوبة تنفصل وابتلعها ، وخرج بذلك ما لو لم يكن على الخيط ما ينفصل لقلته أو عصره أو لجفافه فإنه لا يضر ( أو متنجسا ) كمن دميت لثته أو أكل شيئا نجسا ولم يغسل فمه حتى أصبح ( أفطر ) في المسائل الأربع لأنه لا حاجة إلى رد الريق وابتلاعه ، ويمكنه التحرز عن ابتلاع المخلوط والمتنجس منه

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : فإنه يفطر جزما ) قال حج : وما جاء { أنه عليه الصلاة والسلام كان يمص لسان عائشة وهو صائم } واقعة حال فعلية محتملة أن يمصه

                                                                                                                            [ ص: 170 ] ثم يمجه أو يمصه ولا ريق به ( قوله فيما يظهر من إطلاقهم ) أقول : أي فائدة للمبالغة في قوله ولو بلون أو ريح مع قوله إن انفصلت ا هـ سم على حج ( قوله إن انفصلت عين منه ) أفهم أنه لا يضر ابتلاعه متغيرا بلون أو ريح حيث لم يعلم انفصال عين من نحو الصبغ ، لكن قضية قوله بعد وخرج بذلك إلخ أن المراد بالعين هنا ما ينفصل من الريق المتصل بالخيط ، وعليه فمتى ظهر فيه تغير ضر وإن لم يعلم انفصال شيء من الصبغ لكنه حينئذ قد يتوقف فيه بالنسبة للريح ( قوله : ولم يغسل فمه حتى أصبح أفطر ) أي وإن كان خياطا كما قضاه إطلاقهم خلافا لما في الدميري عن الفارقي في م ر انتهى سم على حج



                                                                                                                            حاشية المغربي

                                                                                                                            ( قوله : إن انفصلت منه عين ) علم منه أن المدار على العين لا على لون ولا على ريح فلا حاجة إلى الغاية ، بل هي توهم خلاف المراد على أن اللون في الريق لا يكون إلا عينا كما هو ظاهر




                                                                                                                            الخدمات العلمية