الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( ولا تكره القراءة على القبر في أصح الروايتين ) ، وهذا المذهب ، قاله في الفروع وغيره ونص عليه قال الشارح : هذا المشهور عن أحمد قال الخلال ، وصاحب المذهب : رواية واحدة لا تكره ، وعليه أكثر الأصحاب منهم القاضي وجزم به في الوجيز وغيره وقدمه في الفروع ، والمغني ، والشرح ، وابن تميم ، والفائق وغيرهم والرواية الثانية : تكره اختارها عبد الوهاب الوراق ، والشيخ تقي الدين ، قاله في الفروع واختارها أيضا أبو حفص . [ ص: 558 ] قال الشيخ تقي الدين : نقلها جماعة ، وهي قول جمهور السلف ، وعليها قدماء أصحابه ، وسمى المروذي ، انتهى ، قلت : قال كثير من الأصحاب : رجع الإمام أحمد عن هذه الرواية فقد روى جماعة عن الإمام أحمد : أنه مر بضرير يقرأ عند قبر فنهاه ، وقال : القراءة عند القبر بدعة .

فقال محمد بن قدامة الجوهري : يا أبا عبد الله ، ما تقول في حبش الحلبي ؟ فقال : ثقة فقال : حدثني مبشر عن أبيه أنه أوصى إذا دفن أن يقرأ عنده بفاتحة البقرة وخاتمتها ، وقال : سمعت ابن عمر يوصي بذلك فقال الإمام أحمد : ارجع فقل للرجل : يقرأ فهذا يدل على رجوعه ، وعنه لا يكره وقت دفنه دون غيره قال في الفائق : وعنه يسن وقت الدفن اختارها عبد الوهاب الوراق وشيخنا ، وعنه القراءة على القبر بدعة ، لأنها ليست من فعله عليه أفضل الصلاة والسلام ولا فعل أصحابه فعلى القول بأنه لا يكره : فيستحب ، على الصحيح قال في الفائق : يستحب القراءة على القبر نص عليه أخيرا قال ابن تميم : لا تكره القراءة على القبر ، بل تستحب نص عليه ، وقيل : تباح قال في الرعاية الكبرى : وتباح القراءة على القبر نص عليه وقدمه في الرعاية الصغرى ، والحاويين قال في المغني ، والشرح ، وشرح ابن رزين : لا بأس بالقراءة عند القبر ، وأطلقهما في الفروع .

التالي السابق


الخدمات العلمية