الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1604 (والقانع: السائل، والمعتر: الذي يعتر بالبدن من غني أو فقير )

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا من كلام البخاري، وكذا قال ابن عباس وسعيد بن المسيب والحسن البصري: القانع السائل، والمعترض الذي يتعرض ولا يسأل، وقال مالك: أحسن ما سمعت فيه أن القانع الفقير، والمعتر الدائر، وقيل: القانع السائل الذي لا يقنع بالقليل، وفي الموعب [ ص: 28 ] قال أبو زيد: القانع هو المتعرض لما في أيدي الناس، وهو ذم له، وهو الطمع، وقال صاحب العين: القنوع: الذلة للمسألة، وقال إبراهيم: قنع إليه: مال وخضع، وهو السائل والمعتر الذي يتعرض ولا يسأل، وقال الزجاج: القانع: الذي يقنع بما يعطاه، وقيل: الذي يقنع باليسير، وقال قطرب: كان الحسن يقول: هو السائل الذي يقنع بما أوتيه ويصير القانع من معنى القناعة والرضى. وقال الطوسي: قنع يقنع قنوعا؛ إذا سأل وتكفف، وقنع يقنع قناعة؛ إذا رضي. (قلت): الأول من باب فتح يفتح، والثاني من باب علم يعلم. قال إسماعيل: وقالوا: رجل قنعان، بضم القاف، يرضى باليسير، وقال صاحب العين: القانع خادم القوم وأجيرهم، وقرأ الحسن: والمعتري، ومعناه المعتر، يقال: أعتره واعتراه وعره وعراه؛ إذا تعرض لما عنده أو طالبه، وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: القانع هو الطامع، وقال مرة: هو السائل. ومن طريق الثوري، عن فرات، عن سعيد بن جبير: المعتر الذي يعتريك، يزورك ولا يسألك. ومن طريق ابن جريج، عن مجاهد: المعتر الذي يعتر بالبدن من غني أو فقير، يعني يطيف بها متعرضا لها، وهذا الذي ذكره البخاري معلقا.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية