الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2127 ( حدثنا حفص بن عمر قال : حدثنا شعبة قال : أخبرني محمد أو عبد الله بن أبي المجالد قال : اختلف عبد الله بن شداد بن الهاد وأبو بردة في السلف ، فبعثوني إلى ابن أوفى - رضي الله عنه - فسألته ، فقال : إنا كنا نسلف على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر في الحنطة والشعير والزبيب والتمر ، وسألت ابن أبزى ، فقال مثل ذلك )

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قيل : ليس لإيراد هذا الحديث في هذا الباب وجه ; لأن الباب في السلم في وزن معلوم وليس في الحديث شيء يدل على ما يوزن ، وأجيب بأنه جاء في بعض طرق هذا الحديث على ما يأتي في الباب الذي يليه بلفظ فيسلفهم في الحنطة والشعير والزيت ، وهو من جنس ما يوزن ، فكأن وجه إيراده في هذا الباب الإشارة إليه .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر رجاله ) وهم سبعة : الأول حفص بن عمر بن الحارث أبو عمر الحوضي النمري الأزدي . الثاني شعبة بن الحجاج . الثالث هو ابن أبي المجالد الذي أبهمه أبو الوليد عن شعبة ، وهنا تردد فيه شعبة بين محمد بن أبي المجالد وبين عبد الله بن أبي المجالد ، وذكر البخاري فيه ثلاث روايات : الأولى عن أبي الوليد ، عن شعبة ، عن ابن أبي المجالد ، والثانية عن حفص بن عمر عن شعبة بالتردد بين محمد وعبد الله ، والثالثة ذكرها في الباب الذي يليه عن موسى بن إسماعيل ، عن عبد الواحد ، عن الشيباني ، عن محمد بن أبي المجالد ، وجزم أبو داود بأن اسمه عبد الله ، وكذا قال ابن حبان ، ووصفه بأنه كان صهر مجاهد وبأنه كوفي ثقة ، وكان مولى عبد الله بن أبي أوفى . الرابع عبد الله بن شداد بن الهاد ، وقد مر في الحيض . الخامس أبو بردة بضم الباء الموحدة ، ابن أبي موسى الأشعري الفقيه قاضي الكوفة ، واسمه عامر . السادس عبد الله بن أبي أوفى ، واسمه علقمة أبو إبراهيم ، وقيل : أبو محمد ، وقيل غير ذلك ، أخو زيد بن أبي أوفى ، لهما ولأبيهما صحبة . السابع عبد الرحمن بن أبزى بفتح الهمزة وسكون الباء الموحدة وفتح الزاي ، مقصور .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر لطائف إسناده ) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين ، وفيه الإخبار بصيغة الإفراد في موضع ، وفيه القول في أربعة مواضع ، وفيه السؤال في موضعين ، وفيه أن شيخه بصري ، وأنه من أفراده ، وشعبة واسطي ، وعبد الله بن شداد مدني يأتي إلى الكوفة ، وأبو بردة كوفي ، وكذلك ابن أبي مجالد كما ذكرناه ، وفيه اثنان من الصحابة : أحدهما ابن أبي أوفى [ ص: 65 ] والآخر ابن أبزى ، وقال بعضهم : عبد الله بن شداد من صغار الصحابة ، قلت : لم أر أحدا ذكره من الصحابة ، وذكره الحافظ الذهبي في كتاب تجريد الصحابة ، وقال : عبد الله بن شداد بن أسامة بن الهاد الكناني الليثي العتواري من قدماء التابعين ، وقال الخطيب : هو من كبار التابعين ، وقال ابن سعد : كان عثمانيا ، ثقة في الحديث ، وفيه أن ابن أبي المجالد ليس له في البخاري سوى هذا الحديث .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر تعدد موضعه ، ومن أخرجه غيره ) أخرجه البخاري عن أبي الوليد ، وعن يحيى عن وكيع ، وعن حفص بن عمر ، وعن موسى بن إسماعيل ، وعن إسحاق بن خالد ، وعن قتيبة عن جرير ، وعن محمد بن مقاتل ، وأخرجه أبو داود أيضا في البيوع عن حفص بن عمر ومحمد بن كثير ، وعن محمد بن بشار ، وأخرجه النسائي عن عبد الله بن سعيد ، وعن محمود بن غيلان ، وأخرجه ابن ماجه في التجارات عن محمد بن بشار به .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر معناه ) قوله : " في السلف " أي في السلم يعني : هل يجوز السلم إلى من ليس عنده المسلم فيه في تلك الحالة أم لا ؟ قوله : " فبعثوني " هو مقول ابن أبي المجالد وإنما جمع إما باعتبار أن أقل الجمع اثنان أو باعتبارهما ومن معهما ، قوله : " فقال " أي ابن أبي أوفى ، قوله : " على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أي في زمنه وأيام حياته ، قوله : " وأبي بكر " أي وعلى عهد أبي بكر وعمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنهما - الخليفتين من بعده - صلى الله عليه وسلم - ، قوله : " في الحنطة " ذكر أربعة أشياء كلها من المكيلات ، ويقاس عليها سائر ما يدخل تحت الكيل ، قوله : " فقال مثل ذلك " أي فقال عبد الرحمن بن أبزى مثل ما قال عبد الله بن أبي أوفى . وفيه مشروعية السلم والسؤال عن أهل العلم في حادثة تحدث . وفيه جواز المباحثة في المسألة طلبا للصواب ، وإلى الله المرجع والمآب .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية