الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2211 18 - حدثنا قتيبة قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر ، عن موسى بن عقبة ، عن سالم بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أري - وهو في معرسه من ذي الحليفة في بطن الوادي ، فقيل له : إنك ببطحاء مباركة ، فقال موسى : وقد أناخ بنا سالم بالمناخ الذي كان عبد الله ينيخ به يتحرى معرس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهو أسفل من المسجد الذي ببطن الوادي ، بينه وبين الطريق وسط من ذلك .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  وجه دخول هذا الحديث في هذا الباب من حيث إنه أشار به إلى أن ذا الحليفة لا يملك بالإحياء لما فيه من منع الناس النزول فيه ، وأن الموات يجوز الانتفاع به ، وأنه غير مملوك لأحد ، وهذا المقدار كاف في وجه المطابقة ، وقد تكلم المهلب فيه بما لا يجدي ، ورد عليه ابن بطال بما لا ينفع ، وجاء آخر نصر المهلب في ذلك ، والكل لا يشفي العليل ولا يروي الغليل ، فلذلك تركناه ، وقد مضى هذا الحديث في كتاب الحج في باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : العقيق واد مبارك ، فإنه رواه هناك عن محمد بن أبي [ ص: 178 ] بكر عن فضيل بن سليمان عن موسى بن عقبة إلى آخره ، وأخرجه هناك عن قتيبة بن سعيد عن إسماعيل بن جعفر أبي إبراهيم الأنصاري المؤدب المديني ، عن موسى بن عقبة بن أبي عياش الأسدي المديني إلى آخره ، وقد مر الكلام فيه هناك .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أري " على بناء المجهول من الماضي من الإراءة والمناخ بضم الميم . قوله : " أسفل " بالرفع والنصب ، والمعرس بضم الميم وفتح العين المهملة ، وتشديد الراء المفتوحة موضع التعريس ، وهو النزول في آخر الليل .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية