الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4206 [ ص: 20 ] 1 - باب: قوله تعالى: وعلم آدم الأسماء كلها [البقرة: 31]

                                                                                                                                                                                                                              4476 - حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا هشام، حدثنا قتادة، عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم. وقال لي خليفة: حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا، فيأتون آدم فيقولون: أنت أبو الناس، خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء، فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا. فيقول: لست هناكم -ويذكر ذنبه فيستحي- ائتوا نوحا، فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض. فيأتونه فيقول: لست هناكم. ويذكر سؤاله ربه ما ليس له به علم؛ فيستحي، فيقول: ائتوا خليل الرحمن. فيأتونه فيقول: لست هناكم، ائتوا موسى: عبدا كلمه الله وأعطاه التوراة. فيأتونه، فيقول لست هناكم. -ويذكر قتل النفس بغير نفس، فيستحي من ربه - فيقول ائتوا عيسى: عبد الله ورسوله، وكلمة الله وروحه. فيقول لست هناكم، ائتوا محمدا - صلى الله عليه وسلم: عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فيأتوني فأنطلق حتى أستأذن على ربي، فيؤذن لي فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا، فيدعني ما شاء الله ثم يقال ارفع رأسك، وسل تعطه، وقل يسمع، واشفع تشفع. فأرفع رأسي فأحمده بتحميد يعلمنيه، ثم أشفع، فيحد لي حدا، فأدخلهم الجنة، ثم أعود إليه، فإذا رأيت ربي -مثله- ثم أشفع، فيحد لي حدا، فأدخلهم الجنة، ثم أعود الثالثة، ثم أعود الرابعة فأقول: ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود".

                                                                                                                                                                                                                              قال أبو عبد الله: "إلا من حبسه القرآن". يعني قول الله تعالى: خالدين فيها [البقرة: 162]. [انظر: 44 - مسلم: 193 - فتح: 8 \ 160]

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 21 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 21 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام ، ثنا قتادة ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم. وقال لي خليفة: ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن أنس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا، فيأتون آدم فيقولون: أنت أبو الناس، خلقك الله بيده … " الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              ويأتي في: التوحيد وخبر الواحد.

                                                                                                                                                                                                                              وأخرجه مسلم والنسائي وابن ماجه .

                                                                                                                                                                                                                              وذكر بعضهم أن البخاري روى عن خليفة هذا في عشرة مواضع مقرونا ومفردا، والغالب إذا أفرده ذكره بصيغة: قال لي. فقيل: هو بمنزلة التحديث على رأي من يراه، وقيل بل هو على سبيل المذاكرة.

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن طاهر: لم يرو عنه البخاري إلا حديثا واحدا في الدعوات وهو ابن خياط الحافظ أبو عمرو شباب العصفري، صدوق، مات سنة أربعين ومائتين. قيل: علمه الأشياء كلها كالآنية والسوط. وقيل: أسماء الملائكة. وقيل: أسماء الأشياء ومنافعها.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 22 ] وقوله في الحديث عن آدم: ("لست هناكم") يريد أنه لم يخبر أن له ذلك.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: ("حتى أستأذن على ربي")، وفي رواية: "في داره" فمعناه: داره التي خلقها لعباده كما قيل: بيت الله الكعبة والمساجد.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: ("ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود"، قال أبو عبد الله : "إلا من حبسه القرآن" يعني قول الله تعالى: خالدين فيها ) أي: في حق الكافرين والمنافقين.

                                                                                                                                                                                                                              وقال في رواية أخرى: "فأمر الملائكة أن يخرجوا قوما من النار" وهذا لا يخالف فيه، قد يؤمرون [أن] يخرجوهم بشفاعة سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية