الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4371 [ ص: 380 ] 4 - باب: قوله: وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم [الأنفال: 32]

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن عيينة: ما سمى الله تعالى مطرا في القرآن إلا عذابا، وتسميه العرب الغيث، وهو قوله تعالى: وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا [الشورى: 28]

                                                                                                                                                                                                                              4648 - حدثني أحمد، حدثنا عبيد الله بن معاذ، حدثنا أبي، حدثنا شعبة، عن عبد الحميد -هو ابن كرديد صاحب الزيادي- سمع أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال أبو جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم [الأنفال: 32] فنزلت وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام الآية. [الأنفال: 33، 34]. [4649 - مسلم: 2796 - فتح: 8 \ 308].

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              هذا ساقه في تفسيره، وكذا جاء في التفسير، أمطرنا في العذاب ومطرنا في الرحمة.

                                                                                                                                                                                                                              وأما كلام العرب فمطرت السماء وأمطرت، وقد سمي ما ليس عذابا مطرا فقال إن كان بكم أذى من مطر [النساء: 102] وهو وإن نسب إليه الأذى لا يخرجه عن أن يكون غيثا.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 381 ] ثم ساق عن أنس - رضي الله عنه - قال أبو جهل: اللهم إن كان هذا الآية [الأنفال: 32] فنزلت وما كان الله ليعذبهم الآية، [الأنفال: 33، 34].

                                                                                                                                                                                                                              وشيخه فيه: حدثنا أحمد ، ثنا عبيد الله بن معاذ سماه الواحدي ابن النضر، وكذا قال الحاكم : وهو عندي أحمد بن النضر بن عبد الوهاب النيسابوري، فقد بلغنا أن البخاري كان يكثر الكون بنيسابور [عند] ابني النضر أحمد ومحمد.

                                                                                                                                                                                                                              وقد روى البخاري أيضا بعد عن (محمد) أيضا عن عبيد الله هذا الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              وأحمد بن سيار المروزي: روى عنه البخاري أيضا عن محمد بن أبي بكر المقدمي.

                                                                                                                                                                                                                              وأحمد آخر غير منسوب عن ابن وهب ، قيل: إنه ابن أخي ابن وهب ، أحمد بن عبد الرحمن ، وقيل: أحمد بن صالح، وقيل: أحمد بن عيسى. والأول أصح.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 382 ] وعبيد الله بن معاذ هو التميمي. مات سنة سبع أو ثمان وثلاثين ومائتين. روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري والنسائي عن رجل عنه، وأبوه قاضي البصرة، مات سنة خمس وتسعين ومائة. وقيل: سنة ست أو سبع، كان مولده سنة تسع عشرة ومائة.

                                                                                                                                                                                                                              وأخرجه مسلم في ذكر المنافقين والكفار عن عبيد الله نفسه عن أبيه، عن شعبة ، عنه به.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية