الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4403 [ ص: 449 ] [باب] قوله: وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده الآية

                                                                                                                                                                                                                              ننجيك [يونس: 92] نلقيك على نجوة من الأرض، وهو النشز المكان المرتفع.

                                                                                                                                                                                                                              4680 - حدثني محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة واليهود تصوم عاشوراء فقالوا هذا يوم ظهر فيه موسى على فرعون. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: " أنتم أحق بموسى منهم، فصوموا". [انظر: 2004 - مسلم: 1130 - فتح: 8 \ 348]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( ننجيك : نلقيك على نجوة من الأرض) أي: موضع مرتفع (وهو النشز وهو المكان المرتفع) قيل: السر فيه أنهم كانوا يعبدونه فأراهم الله إياه بعد غرقه، وقيل: غرق هو وقومه فخرج وحده، وقرئ بالحاء، أي: ننحيك وحدك. وقيل: ببدنك، وقيل: بجسدك. أي: عريانا بغير روح).

                                                                                                                                                                                                                              ساق فيه حديث أبي بشر -وهو جعفر بن أبي وحشية إياس الواسطي- عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس … الحديث في صوم عاشوراء، وقد سلف في الصوم من حديث عبد الله بن سعيد بن جبير ، عن عمه، عن ابن عباس فراجعه، وأخرجه في الهجرة،

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 450 ] ويأتي في طه، قال مقاتل : وذلك أن بني إسرائيل قالوا: إن القبط لم يغرقوا، فأوحى الله إلى البحر فطفا بهم على وجهه، فنظروا إلى فرعون على الماء فمنذ يومئذ إلى يوم القيامة تطفو الغرقى على الماء فذلك قوله: لتكون لمن خلفك آية يعني: لمن بعدك إلى يوم القيامة. وعند الثعلبي : فقالت بنو إسرائيل لما أخبرهم موسى بهلاك القبط: ما مات فرعون ولا يموت أبدا، فأمر تعالى البحر فألقى فرعون على الساحل أحمر قصيرا كأنه ثور، فرآه بنو إسرائيل، فمن ذلك الوقت لا يقبل البحر ميتا أبدا. فإن قلت: فقد ذكر بعد أن نوحا لما أرسل الغراب لينظر له الأرض رأى جيف الغرقى فلهى بها عن حاجة نوح. قلت: الماء قد نضب فإذا رأى الجيف، وهنا إنما هو وجوده واستقراره.

                                                                                                                                                                                                                              فائدة:

                                                                                                                                                                                                                              ذكر ابن أبي حاتم بإسناده عن السدي قال: خرج موسى في ستمائة ألف وعشرين ألف مقاتل لا يعدون ابن عشرين سنة لصغره، ولا ابن ستين لكبره، ومعهم فرعون وعلى مقدمته هامان في ألف ألف وسبعمائة ألف حصان ليس فيها أنثى. وقال ابن عباس رفعه: "كان مع فرعون سبعون قائدا مع كل قائد سبعون ألفا" ذكره ابن مردويه .

                                                                                                                                                                                                                              فائدة:

                                                                                                                                                                                                                              البحر الذي غرق فيه فرعون -واسمه الوليد بن مصعب بن الريان أبو مرة. وقال الثعلبي : أبو العباس من بني عمليق بن ود بن أرم بن

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 451 ] سام بن نوح - القلزم - بضم القاف وحكى ابن السمعاني فتحها- موضع على ساحل البحر بين مصر ومكة، وكنيته أبو خالد لطول بقائه.

                                                                                                                                                                                                                              فائدة:

                                                                                                                                                                                                                              وصح من حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا "إن جبريل حثى في في فرعون التراب حين ألجمه الغرق خشية أن تدركه الرحمة" صححه ابن حبان والحاكم وقال: إنما لم يخرجاه؛ لأن أكثر أصحاب شعبة وقفوه على ابن عباس ، وله شاهد فذكره، وحسنه الترمذي وصححه مرة واستغربه. قلت: وله شواهد أخر. وفي "تفسير ابن مردويه " ومن حديث أبي هريرة وابن عمر مرفوعا.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية