الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                144 ص: حدثنا ربيع المؤذن، قال: ثنا أسد ، قال: ثنا ابن لهيعة، قال: ثنا محمد بن عجلان ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن الربيع ابنة معوذ بن عفراء: " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ عندها فمسح رأسه على مجاري الشعر، ومسح صدغيه، وأذنيه ظاهرهما وباطنهما". .

                                                التالي السابق


                                                ش: تكرر ذكر ربيع وأسد ، وابن لهيعة عبد الله .

                                                ومحمد بن عجلان المدني روى له مسلم متابعة، وروى له الأربعة.

                                                وعبد الله بن محمد بن عقيل -بفتح العين- ابن أبي طالب ، ضعفه يحيى في رواية، وقال الحاكم : كان أحمد وإسحاق بن إبراهيم يحتجان بحديثه، ولكن ليس بالمتين عندهم، وقال يعقوب بن سفيان : صدوق، روى له الأربعة.

                                                والربيع -بضم الراء وفتح الباء الموحدة، وتشديد الياء آخر الحروف- ابنة معوذ -بكسر الواو المشددة- بن عفراء الصحابية .

                                                وأخرجه أحمد في "مسنده": ثنا حسن، ثنا ابن لهيعة ... إلى آخره نحوه.

                                                وأخرجه الترمذي : عن قتيبة بن سعيد ، عن بشر بن المفضل ، عن عبد الله بن [ ص: 296 ] محمد بن عقيل ، عن الربيع بنت معوذ بن عفراء : "أن النبي - عليه السلام - مسح برأسه [مرتين] بدأ بمؤخر رأسه، ثم بمقدمه، وبأذنيه كلتيهما ظهورهما وبطونهما" .

                                                قال أبو عيسى هذا حديث حسن.

                                                وأخرجه ابن ماجه : عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن شريك ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن الربيع : "أن النبي - عليه السلام - توضأ فمسح ظاهر أذنيه وباطنهما" .

                                                وأخرجه الدارقطني ، والبيهقي ، والطبراني .

                                                قوله: "على مجاري الشعر" أي على مواضعه، فإن قلت: ما محل هذه الجملة؟ قلت: "النصب" لأنها بدل من الرأس، والتقدير: فمسح على مجاري شعر رأسه.

                                                قوله: "مسح صدغيه" الصدغ بضم الصاد ما بين العين والأذن، ويسمى أيضا الشعر المتدلي عليها: صدغا، يقال: صدغ معقرب.

                                                قوله: "وأذنيه" أي ومسح أذنيه.

                                                قوله: "ظاهرهما" بالجر بدل من أذنيه، و"باطنهما" عطف عليه.

                                                ويستفاد منه: استيعاب مجاري شعر الرأس بالمسح ، والمسح على الصغدين، وسنية المسح على الأذنين ظاهرهما وباطنهما.




                                                الخدمات العلمية