الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                281 282 ص: وقد روي عن عائشة أيضا ما يوافق ذلك: حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا المقدمي، قال: ثنا خالد بن الحارث ، عن أشعث ، عن محمد ، بن سيرين ، عن عبد الله بن شقيق ، عن عائشة، قالت: " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يصلي في لحف نسائه". .

                                                التالي السابق


                                                ش: أي ما يوافق حديث أم حبيبة ; لأن امتناعه عن الصلاة في لحف نسائه كان مخافة أن يكون أصابها شيء من دم الحيض أو المني، فهذا يدل أيضا أنه -عليه السلام- كان يجانب الثوب الذي يجامع فيه; لاحتمال أن يكون قد أصابه شيء من المني، وذا دليل [ ص: 453 ] النجاسة، وإسناد الحديث المذكور صحيح، والمقدمي هو محمد بن أبي بكر بن عطاء بن مقدم -بفتح الدال-.

                                                وأشعث هو ابن عبد الملك الحمراني

                                                وأخرجه أبو داود : ثنا عبيد الله بن معاذ ، قال: ثنا أبي، قال: ثنا الأشعث ، عن محمد بن سيرين ، عن [ عبد الله] بن شقيق ، عن عائشة ، قالت: "كان النبي - عليه السلام - لا يصلي في شعرنا- أو لحفنا" قال عبيد الله : شك أبي.

                                                وفي رواية لأبي داود "كان لا يصلي في ملاحفنا" .

                                                وأخرجه الترمذي : نا محمد بن [عبد] الأعلى ، قال: ثنا خالد بن الحارث ، عن أشعث -وهو ابن عبد الملك - عن محمد بن سيرين ، عن عبد الله بن شقيق ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان رسول الله - عليه السلام - لا يصلي في لحف نسائه" قال: هذا حديث حسن صحيح.

                                                قوله: "في لحف" بضم اللام والحاء، جمع لحاف، وهو اسم لما يلتحف به، وكل شيء تغطيت به فقد التحفت به.

                                                و"الشعر" بضمتين: جمع شعار، مثل كتب وكتاب، وهو الثوب الذي يستشعره الإنسان، أي يجعله مما يلي بدنه.

                                                "والدثار" ما نلبسه فوق الشعار.

                                                و"الملاحف" جمع ملحفة -بكسر الميم- وهي ما يلتحف به.




                                                الخدمات العلمية