الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
19435 8540 - (19937) - (4\438 - 439) عن أبي العلاء قال: حدثني رجل من الحي، أن عمران بن حصين حدثه، أن عبيسا أو ابن عبيس في أناس من بني جشم أتوه، فقال له أحدهم: ألا تقاتل حتى لا تكون فتنة؟ قال: لعلي قد قاتلت حتى لم تكن فتنة. قال: ألا أحدثكم ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أراه ينفعكم فأنصتوا. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اغزوا بني فلان مع فلان". قال: فصفت الرجال وكانت النساء من وراء الرجال، ثم لما رجعوا قال رجل: يا نبي الله استغفر لي غفر الله لك. قال: " هل أحدثت؟ " قال: يا رسول الله استغفر لي غفر الله لك. قال: " هل أحدثت؟ " قال: لما هزم القوم وجدت رجلا بين القوم والنساء. فقال: إني مسلم. أو قال: أسلمت. فقتلته. قال: تعوذا بذلك حين غشيته بالرمح. قال: " هل شققت عن قلبه تنظر إليه؟ " فقال: لا. والله ما فعلت. فلم يستغفر له أو كما قال، وقال في حديثه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اغزوا بني فلان مع فلان، فانطلق رجل من لحمتي معهم، فلما رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا نبي الله استغفر لي غفر الله لك. قال: " وهل أحدثت؟ " قال: لما هزم القوم أدركت رجلين بين القوم والنساء فقالا: إنا مسلمان أو قالا: أسلمنا فقتلتهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عما أقاتل الناس إلا على الإسلام؟ والله لا أستغفر لك". أو كما قال: فمات بعد فدفنته عشيرته، فأصبح قد نبذته الأرض، ثم دفنوه وحرسوه [ ص: 28 ] ثانية فنبذته الأرض، ثم قالوا: لعل أحدا جاء وأنتم نيام فأخرجه فدفنوه ثالثة، ثم حرسوه فنبذته الأرض ثالثة، فلما رأوا ذلك ألقوه، أو كما قال.

التالي السابق


* قوله : "أتوه": أي: أتوا عمران.

* لعلي": هو حرف ترج مع ياء المتكلم، أي: لعلي قد عملت بهذه الآية، لكن الشأن فيكم، هل عملتم بها أم لا؟

* "اغزوا بني فلان": يحتمل أنه مفعول الغزو، أو منادى بتقدير حرف النداء.

* "من لحمتي": هي في النسب - بالضم - وفي الثوب - بالضم والفتح - والمراد هاهنا: النسب، من نسبي وقبيلتي، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية