الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
19834 8690 - (20347) - (5\32) عن محمد بن جعفر ويزيد، أخبرنا كهمس، قال: سمعت عبد الله بن شقيق، قال: قال محجن بن الأدرع: بعثني نبي الله صلى الله عليه وسلم في حاجة، ثم عرض لي وأنا خارج من طريق من طرق المدينة، قال: فانطلقت معه حتى صعدنا أحدا، فأقبل على المدينة، فقال: " ويل أمها قرية يوم يدعها أهلها "، قال يزيد: " كأينع ما تكون "، قال: قلت: يا نبي الله، من يأكل ثمرتها، قال: " عافية الطير والسباع "، قال: " ولا يدخلها الدجال، كلما أراد أن يدخلها تلقاه بكل نقب منها ملك مصلتا "، قال: ثم أقبلنا حتى إذا كنا بباب المسجد، قال: إذا رجل يصلي، قال: " أتقوله صادقا؟ " قال: قلت يا نبي الله، هذا فلان، وهذا من أحسن أهل المدينة، أو قال: أكثر أهل المدينة صلاة، قال: " لا تسمعه فتهلكه، مرتين أو ثلاثا، إنكم أمة أريد بكم اليسر ".

التالي السابق


* قوله : "ثم عرض لي": أي: ظهر لي النبي صلى الله عليه وسلم، ولقيني.

* "ويل أمها": كلمة يراد بها التعجب، وإن لم تكن ثم أم، والضمير مبهم، و"قرية": بالنصب على التمييز بيان له، أو الضمير للمدينة، و"قرية" بالرفع؛ أي: هي قرية.

[ ص: 124 ]

* "عافية الطير": هي الطالبة للرزق من الطيور وغيرها.

* "كلما أراد": أي: الدجال.

* "بكل نقب": - بفتح فسكون - .

* "مصلتا": أي: كاشفا سيفه؛ من أصلت السيف: جرده.

"لا تسمعه": من الإسماع.

* "فتهلكه": من الإهلاك - بالنصب على أنه جواب النهي - .

* "أريد بكم اليسر": أي: فلا حاجة إلى الإكثار في الاجتهاد، ولا يمدح به الرجل، بل التوسط أولى منه.

* * *




الخدمات العلمية