الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
19848 [ ص: 133 ] رجل مجهول

8698 - (20360) - (5\34) عن أبي السليل، قال: وقف علينا رجل في مجلسنا بالبقيع، فقال: حدثني أبي، أو عمي، أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم بالبقيع وهو يقول: " من يتصدق بصدقة أشهد له بها يوم القيامة "، قال: فحللت من عمامتي لوثا أو لوثين، وأنا أريد أن أتصدق بهما، فأدركني ما يدرك بني آدم، فعقدت علي عمامتي، فجاء رجل ولم أر بالبقيع رجلا أشد سوادا أصغر منه، ولا أدم بعين بناقة لم أر بالبقيع ناقة أحسن منها، فقال: يا رسول الله أصدقة؟ قال: " نعم "، قال: دونك هذه الناقة، قال: فلمزه رجل، فقال: هذا يتصدق بهذه، فوالله لهي خير منه، قال: فسمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " كذبت بل هو خير منك، ومنها " ثلاث مرار، ثم قال: " ويل لأصحاب المئين من الإبل " ثلاثا، قالوا: إلا من يا رسول الله؟ قال: " إلا من قال بالمال هكذا وهكذا "، وجمع بين كفيه عن يمينه، وعن شماله، ثم قال: " قد أفلح المزهد المجهد، ثلاثا، المزهد في العيش، المجهد في العبادة ".

التالي السابق


* قوله : "لوثا أو لوثين": أي: لفة أو لفتين.

* "ما يدرك بني آدم": من البخل.

* "يعير بناقة": الظاهر أنه من عار الفرس يعير: إذا ذهب، و"الباء" للتعدية، والمراد: يسوق ناقة.

[ ص: 134 ]

"دونك": - اسم فعل - أي: خذها.

"فلمزه": أي: عابه.

"لهي": أي: الناقة.

"لأصحاب المئين": جمع مئة.

"ثلاثا": أي: قاله ثلاث مرات.

"إلا من": قالوا ذلك رغبة في الاستثناء خوفا من الهلاك.

* "قال بالمال": أي: فعل بالمال.

* "المزهد": من الإزهاد؛ أي: المقل في العيش.

"المجهد": من الإجهاد؛ أي: المتعب نفسه في العبادة.

* * *




الخدمات العلمية