الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
19900 8731 - (20413) - (5\40) عن ابن أبي بكرة، عن أبيه قال: " ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أرضا يقال لها البصيرة إلى جنبها نهر يقال له: دجلة، ذو نخل كثير، وينزل به بنو قنطوراء فيتفرق الناس ثلاث فرق، فرقة تلحق بأصلها وهلكوا، وفرقة [ ص: 153 ] تأخذ على أنفسها وكفروا، وفرقة يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم، فيقاتلون، قتلاهم شهداء، يفتح الله على بقيتهم "، وشك يزيد فيه مرة، فقال: البصيرة أو البصرة.

التالي السابق


* قوله : "البصيرة": هكذا - بالتصغير - قيل: المراد بها: بغداد، وفيها باب يسمى: باب البصرة، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم باسم البصرة؛ أو لأن بغداد ما كان مصرا في زمانه، وإنما كان قرى متفرقة منسوبة إلى بصرة، ويؤيده أن دجلة - بفتح الدال وكسرها - جريها في بغداد، ولم يقع مثل هذه الواقعة بالبصرة قط، وإنما وقع في بغداد زمن المعتصم بالله العباسي، فالظاهر أن الحديث إشارة إلى ذلك.

وإن قلنا: إن المراد بها البصرة المعروفة، فهو خبر صادق، فلا بد من وقوعه، وإن كان ما وقع إلى الآن.

* "بنو قنطوراء": هم الترك، و"قنطورا" - بفتح القاف وضم الطاء - مقصورا : - اسم أبي الترك، وقيل: هو اسم جارية لإبراهيم ولدت له أولادا جاء من نسلهم الترك، ورد بأن الترك من أولاد يافث بن نوح.

* "بأصلها": أي: بأراضيها، يشتغلون بالزراعة إعراضا عن المقاتلة.

* "تأخذ": أي: الأمان.

* "وكفروا": كأنهم جحدوا افتراض القتال عليهم، قيل: هم المعتصم بالله، ورؤساء بغداد وعلماؤها، طلبوا الأمان، فقتلوا.

* * *




الخدمات العلمية