الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        10 - باب الرجل يستعير الحلي فلا يرده ، هل عليه في ذلك قطع أم لا ؟

                                                        قال أبو جعفر : روي عن معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، أن امرأة كانت تستعير الحلي ولا ترده ، قال : فأتي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقطعت .

                                                        4981 - حدثنا عبيد بن رجال ، قال : ثنا أحمد بن صالح ، قال : ثنا عبد الرزاق ، قال : ثنا معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : كانت امرأة مخزومية تستعير المتاع وتجحده ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع يدها .

                                                        فأتى أهلها أسامة بن زيد ، فكلموه ، فكلم أسامة النبي صلى الله عليه وسلم فيها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا أسامة ، لا أراك تكلمني في حد من حدود الله عز وجل .

                                                        ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا ، فقال : إنما أهلك من كان قبلكم ، أنه إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف قطعوه ، والذي نفسي بيده ، لو كانت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها . فقطع يد المخزومية
                                                        .

                                                        قال أبو جعفر : فذهب قوم إلى أن من استعار شيئا فجحده ، وجب أن يقطع فيه ، وكان عندهم بذلك في معنى السارق ، واحتجوا في ذلك بهذا الحديث .

                                                        وخالفهم في ذلك آخرون ، فقالوا : لا يقطع ويضمن .

                                                        [ ص: 171 ] وكان من الحجة لهم أن هذا الحديث قد رواه معمر كما ذكروا ، وقد رواه غيره ، فزاد فيه : ( أن تلك المرأة التي كانت تستعير الحلي فلا ترده سرقت فقطعها فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لسرقتها ) .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية