الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( أو قيد ) بالبناء للمفعول الإنشاء ( بتأبيد ) أي بلفظ تأبيد ( أو ) بلفظ ( حتم ) نحو " صوموا يوم عاشوراء أبدا ، أو دائما ، أو مستمرا ، أو حتما " وجواز نسخه قول الجمهور وخالف في ذلك جمع من المتكلمين والحنفية قالوا لمناقضته الأبدية ، فيؤدي ذلك إلى البداء . وجوابه : أن ذلك إنما يقصد به المبالغة لا الدوام ، كما تقول : لازم غريمك أبدا ، وإنما تريد لازمه إلى وقت القضاء ، فيكون المراد هنا لا تخل به إلى أن ينقضي وقته وكما يجوز تخصيص عموم مؤكد بكل ويمنع التأبيد عرفا ، وبالإلزام بتخصيص عموم مؤكد ، والجواب واحد . قالوا : إذا كان الحكم لو أطلق الخطاب مستمرا إلى النسخ ، فما الفائدة في التقييد بالتأبيد ؟ قلنا : فائدته التنصيص والتأكيد ، وأيضا فلفظ " الأبد " إنما مدلوله الزمان المتطاول ، ولا فرق على قول الجمهور بين كون الجملة فعلية ، نحو صوموا أبدا ، أو اسمية ، نحو الصوم واجب مستمر أبدا ووقع في عبارة ابن الحاجب ما يحتمل خلاف ذلك ولفظه : الجمهور على جواز نسخ مثل : صوموا أبدا بخلاف : الصوم [ واجب ] مستمر أبدا انتهى . واختلف شارحاه الأصفهاني والعضد في حل لفظه ، ووافق ابن السبكي وغيره على ما قاله القاضي عضد الدين في احتمال كلامه لما قاله الجمهور .

التالي السابق


الخدمات العلمية