الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              173 14 - باب تفريق الوضوء

                                                              23 \ 165 - عن قتادة حدثنا أنس رضي الله عنه: أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد توضأ وترك على قدمه مثل موضع الظفر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ارجع فأحسن وضوءك .

                                                              وأخرجه ابن ماجه.

                                                              وقال أبو داود: وهذا الحديث ليس بمعروف، ولم يروه إلا ابن وهب. وقد روي عن معقل بن عبيد الله الجزري، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، قال: ارجع فأحسن وضوءك .

                                                              [ ص: 122 ] وذكره أبو داود أيضا من حديث الحسن - وهو البصري - عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلا بمعنى قتادة. وذكر الدارقطني أن جرير بن حازم تفرد به عن قتادة، ولم يروه عنه غير ابن وهب.

                                                              وحديث عمر - الذي أشار إليه أبو داود-: أخرجه مسلم في "صحيحه" عن سلمة بن شبيب، عن ابن أعين، عن معقل. وأخرجه ابن ماجه من حديث عبد الله بن لهيعة، عن أبي الزبير، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي، وفي ظهر قدمه لمعة قدر الدرهم لم يصبها الماء، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم، أن يعيد الوضوء والصلاة . في إسناده بقية بن الوليد، وفيه مقال.

                                                              التالي السابق




                                                              قال ابن القيم رحمه الله: هكذا علل أبو محمد المنذري وابن حزم هذا الحديث برواية بقية له. وزاد ابن حزم تعليلا آخر، وهو أن راويه مجهول لا يدرى من هو.

                                                              والجواب عن هاتين العلتين:

                                                              أما الأولى: فإن بقية ثقة في نفسه صدوق حافظ، وإنما نقم عليه التدليس، مع كثرة روايته عن الضعفاء والمجهولين، وأما إذا صرح [ ص: 123 ] بالسماع فهو حجة. وقد صرح في هذا الحديث بسماعه له.

                                                              قال أحمد في "مسنده": حدثنا إبراهيم بن أبي العباس، نا بقية، حدثني بحير بن سعيد، عن خالد بن معدان، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث. وقال: "فأمره أن يعيد الوضوء". قال الأثرم: قلت لأحمد بن حنبل: هذا إسناد جيد؟ قال: جيد.

                                                              أما العلة الثانية فباطلة أيضا على أصل ابن حزم وأصل سائر أهل الحديث; فإن عندهم جهالة الصحابي لا تقدح في الحديث، لثبوت عدالة جميعهم، وأما أصل ابن حزم، فإنه قال في كتابه في أثناء مسألة: كل نساء النبي صلى الله عليه وسلم ثقات فواضل عند الله عز وجل مقدسات بيقين.




                                                              الخدمات العلمية