الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
وهذه حالة هائلة تطيش فيها عقول الخلائق وروى الحسن nindex.php?page=hadith&LINKID=676051أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان رأسه في حجر nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها فنعس فذكرت الآخرة ، فبكت حتى سال دمعها فنقط على خد رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتبه ، فقال : ما يبكيك يا nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ؟ قالت : ذكرت الآخرة هل تذكرون أهليكم يوم القيامة ؟ قال : والذي نفسي بيده في ثلاث مواطن ؛ فإن أحدا لا يذكر إلا نفسه : إذا وضعت الموازين ووزنت الأعمال حتى ينظر ابن آدم أيخف ميزانه أم يثقل .
، وعند الصحف حتى ينظر أبيمينه يأخذ كتابه أو شماله ، وعند الصراط وعن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : يؤتى بابن آدم يوم القيامة حتى يوقف بين كفتي الميزان ويوكل به ملك ، فإن ثقل ميزانه نادى الملك بصوت يسمع الخلائق : سعد فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدا ، وإن خف ميزانه نادى بصوت يسمع الخلائق: شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبدا .
وعند خفة كفة الحسنات تقبل الزبانية وبأيديهم مقامع من حديد عليهم ثياب من نار فيأخذون نصيب النار إلى النار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=665463في يوم القيامة إنه يوم ينادي الله تعالى فيه آدم عليه السلام فيقول له : nindex.php?page=treesubj&link=30231_30339_30285_30300_30296_30433قم يا آدم فابعث بعث النار فيقول وكم بعث النار ، فيقول : ؟ : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون ، فلما سمع الصحابة ذلك أبلسوا حتى ما أوضحوا بضاحكة ، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عند أصحابه قال : اعملوا وأبشروا فوالذي ؛ نفس محمد بيده ، إن معكم لخليقتين ما كانتا مع أحد قط إلا كثرتاه مع من هلك من بني آدم وبني إبليس ، قالوا : وما هما يا رسول الله ؟ قال : يأجوج ومأجوج ، قال : فسرى عن القوم ، فقال : اعملوا وأبشروا فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس يوم القيامة إلا كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في ذراع الدابة .
(وهذه حالة هائلة تطيش فيها عقول الخلائق) فإن قلت: إن شأن الميزان أن يوضع في كفته شيء وفي الأخرى ضده؛ فتوضع الحسنات في كفة والسيئات في كفة، والذي يقابل شهادة التوحيد الكفر، ويستحيل أن يأتي عبد واحد بالكفر والإيمان معا حتى يوضع الإيمان في كفة والكفر في أخرى، أجاب nindex.php?page=showalam&ids=14155الحكيم في النوادر بأنه ليس المراد وضع شهادة التوحيد في كفة الميزان، وإنما المراد وضع الحسنة المرتبة على النطاق بهذه الكلمة مع سائر الحسنات. اهـ .
وروى النقاش في تفسيره عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي -رضي الله عنه- قال: يحشر الناس إلى الميزان فيقومون عنده ألف عام، فمن رجح ميزانه بحسناته فاز ونجا في طرفة عين، ومن خف ميزانه من حسناته وثقلت سيئاته حبس عند الميزان ألف عام في الغم والهم والحزن والعذاب والجوع والعطش، وإسناده مظلم .
(وروى nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري) -رحمه الله- ( nindex.php?page=hadith&LINKID=676051أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان رأسه في حجر nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة -رضي الله عنها- فنعس فذكرت الآخرة، فبكت حتى سال دمعها فنقط على خد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانتبه، فقال: ما يبكيك يا nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة؟ قالت: ذكرت الآخرة هل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ قال: والذي نفسي بيده في ثلاث مواطن؛ فإن أحدا لا يذكر إلا نفسه: إذا وضعت الموازين ووزنت الأعمال حتى ينظر ابن آدم أتخف ميزانه أم تثقل، وعند الصحف حتى ينظر أبيمينه يأخذ كتابه أو بشماله، وعند الصراط ) .
قال العراقي : رواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود من رواية الحسن عنها أنها ذكرت النار فبكت، فقال: وما يبكيك؟ دون كون رأسه -صلى الله عليه وسلم- في حجرها وأنه نعس، وإسناده جيد. انتهى .
قلت: وتمامه عند nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود : nindex.php?page=hadith&LINKID=676051قالت: ذكرت النار فبكيت فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ قال: أما في ثلاث مواطن فلا يذكر أحد أحدا: حيث يوضع الميزان حتى يعلم أتخف ميزانه أم تثقل، وعند تطاير الكتب حتى يقال: هاؤم اقرءوا كتابيه حتى يعلم أين يقع كتابه أفي يمينه أم في شماله أو من وراء ظهره، وعند الصراط إذا وضع بين ظهراني جهنم، حافتاه كلاليب كثيرة وحسك كثيرة يحبس الله بها من يشاء من خلقه حتى يعلم أينجو أم لا. وهكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة في المصنف nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد والآجري في الشريعة nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في البعث .
وأما سياق المصنف فرواه الحافظ عبد الغني بن سعيد المصري في كتاب الزهد والرقاق من طريق عصام بن طليق، وهو واه، عن داود، عن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي، عن nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت: nindex.php?page=hadith&LINKID=676051كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجري فقطرت دموعي على خده فاستيقظ، فقال: ما يبكيك؟ فقلت: ذكرت القيامة وهولها، فهل تذكرون أهاليكم يا رسول الله، فقال: يا nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، nindex.php?page=treesubj&link=28766ثلاثة مواطن لا يذكر فيها أحد إلا نفسه: عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أو يثقل، وعند الصحف حتى يأخذ صحيفته بيمينه أو بشماله، وعند الصراط حتى يجاوزه .
وروى يعقوب بن سفيان في فوائده من طريق علي بن يزيد، عن nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم، عن nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة الباهلي، قالت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة : يا رسول الله، كيف نكون يوم لا يغني عنا من الله شيئا؟ قال: نعم، في ثلاثة مواطن . وذكر الحديث بمعنى الذي قبله، وإسناده واه .
وقال: الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، حدثنا يحيى بن إسحاق، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة، عن nindex.php?page=showalam&ids=15790خالد بن أبي عمران، عن nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم بن محمد، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، قالت: nindex.php?page=hadith&LINKID=704494قلت: يا رسول الله، nindex.php?page=treesubj&link=28766هل يذكر الحبيب حبيبه يوم القيامة؟ قال: يا nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، أما عند ثلاث فلا، أما عند الميزان حتى تثقل أو تخف فلا، وأما عند تطاير الكتب فإما أن يعطى بيمينه أو يعطى بشماله فلا، ثم حين يخرج عنق من النار فينطوي عليهم ويتغلظ عليهم ويقول ذلك العنق: وكلت بثلاثة، وكلت بثلاثة، وكلت بثلاثة، وكلت بمن دعا مع الله إلها آخر، ووكلت بمن لا يؤمن بيوم الحساب، ووكلت بكل جبار عنيد، قال: فينطوي عليهم ويرمي بهم في غمرات جهنم . إسناده ثقات سوى nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة في قوله: nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=102فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون قال: قال للنبي - صلى الله عليه وسلم- بعض أهله: هل يذكر الناس أهليهم يوم القيامة؟ قال: أما في ثلاثة مواطن فلا، عند الميزان، وعند تطاير الصحف في الأيدي، وعند الصراط .
(وعن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ) -رضي الله عنه- (قال: يؤتى بابن آدم يوم القيامة حتى يوقف بين كفتي الميزان ويوكل به ملك، فإن ثقل ميزانه نادى الملك بصوت يسمع الخلائق: سعد فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدا، وإن خفت ميزانه نادى بصوت يسمع الخلائق: شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبدا [ ص: 474 ] وعند خفة كفة الحسنات تقبل الزبانية وبأيديهم مقامع من حديد عليهم ثياب من نار فيأخذون نصيب النار إلى النار) هكذا ذكره موقوفا على nindex.php?page=showalam&ids=9أنس .
وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار في مسنده مرفوعا، فقال: حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث، حدثنا داود بن المحبر، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16205صالح المري، عن ثابت وجعفر بن يزيد nindex.php?page=showalam&ids=17154ومنصور بن زاذان عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس رفعه: إن ملكا موكلا بالميزان فيؤتى بابن آدم فيوقف بين كفتي الميزان، فإن رجح نادى الملك بصوت يسمع الخلائق: سعد فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدا، وإن خف نادى الملك: شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبدا، قال nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار : لا نعلمه، رواه عن ثابت عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس إلا nindex.php?page=showalam&ids=16205صالح المري، ولا عن جعفر أيضا إلا صالح .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية وقال: تفرد به داود بن المحبر، وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=13507ابن مردويه nindex.php?page=showalam&ids=15113واللالكائي في كتاب السنة nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في البعث، وقال أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده في فوائده، أخبرني عماي أبو القاسم وأبو الحسن قالا: أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد الفقيه كتابة، حدثنا أبو محمد بن عبد الملك بن محمد بن عبد الوهاب البغوي، حدثنا أبو بكر إبراهيم بن محمد بن إسحاق البصري، حدثتنا حكامة بنت عثمان بن دينار قالت: حدثني أبي عثمان بن دينار عن أخيه nindex.php?page=showalam&ids=16871مالك بن دينار عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: nindex.php?page=treesubj&link=30394_28770إذا وضع العبد في الميزان فرجحت حسناته على سيئاته نادى مناد: ألا سعد فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدا، وإن رجحت سيئاته على حسناته نادى مناد: ألا شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبدا .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم عن عبد الله بن العيزار، قال: عند الميزان ملك ينادي: فلان بن فلان ثقلت موازينه وسعد سعادة لم يشق بعدها أبدا، ألا إن فلان بن فلان خفت موازينه وشقي شقاوة لم يسعد بعدها أبدا.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في كتاب الأهوال، حدثنا محمد بن العباس بن محمد، حدثنا عبد الله بن صالح العجلي، حدثنا أبو الأحوص قال: افتخرت قريش عند nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان فقال nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان : لكني خلقت من نطفة قذرة، ثم أعود جيفة نتنة، ثم يؤتى بالميزان فإن ثقلت فأنا كريم وإن خفت فأنا لئيم .
قال أبو الأحوص : تدري من أي شيء نجا؟ إذا ثقل ميزان عبد نودي في مجمع فيه الأولون والآخرون: ألا إن فلان بن فلان قد سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا، وإذا خف ميزانه نودي على رءوس الخلائق: ألا إن فلان بن فلان قد شقي شقاء لا يسعد بعده أبدا.
(قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: nindex.php?page=hadith&LINKID=665463في يوم القيامة أنه يوم ينادي الله تعالى فيه آدم -عليه السلام- فيقول: قم يا آدم فابعث بعث النار، فيقول: وكم بعث النار؟ فيقول: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون، فلما سمع الصحابة ذلك أبلسوا حتى ما أوضحوا بضاحكة، فلما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي عند أصحابه قال: اعملوا وأبشروا؛ فوالذي نفس محمد بيده، إن معكم لخليقتين ما كانتا مع أحد قط إلا كثرتاه مع من هلك من بني آدم وبني إبليس، قالوا: وما هما يا رسول الله؟ قال: يأجوج ومأجوج، قال: فسرى عن القوم، فقال: اعملوا وأبشروا فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس يوم القيامة إلا كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في ذراع الدابة ) .
قال العراقي : متفق عليه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة نحوه، وقد تقدم. اهـ .
قلت: لفظ المتفق عليه: nindex.php?page=hadith&LINKID=657335يقول الله تعالى: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك، فيقول: أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فعنده يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد، قالوا: يا رسول الله، وأينا ذلك الواحد؟ قال: أبشروا، فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألف، والذي نفسي بيده، أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة، أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود أو كالرقمة في ذراع الحمار .
رواه كذلك nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد، وروى nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الكبير من حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء : nindex.php?page=hadith&LINKID=707062يقول الله تعالى يوم القيامة: يا آدم، قم فجهز من ذريتك تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحدا إلى الجنة، فبكا أصحابه وبكوا، فقال: ارفعوا رءوسكم؛ فوالذي نفسي بيده ما أمتي في الأمم إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بلفظ: إن الله تعالى يقول يوم القيامة لآدم: قم فجهز.. الحديث، وفي المتفق عليه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : nindex.php?page=hadith&LINKID=656047والذي نفس محمد بيده إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة؛ وذلك أن nindex.php?page=treesubj&link=30399_30444الجنة لا يدخلها إلا نفس مؤمنة، وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو [ ص: 475 ] كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر .