nindex.php?page=treesubj&link=28960_20921السين : حرف يختص بالمضارع ويخلصه للاستقبال ، ويتنزل منه منزلة الجزء ، فلذا لم تعمل فيه .
وذهب البصريون إلى أن مدة الاستقبال معه أضيق منها مع سوف .
وعبارة المعربين : حرف تنفيس ، ومعناها حرف توسع ; لأنها تقلب المضارع من الزمن الضيق - وهو الحال - إلى الزمن الواسع ، وهو الاستقبال .
وذكر بعضهم أنها قد تأتي للاستمرار لا للاستقبال ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=91ستجدون آخرين [ النساء : 91 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=142سيقول السفهاء [ البقرة : 142 ] ; لأن ذلك إنما نزل بعد قولهم ( ما ولاهم ) فجاءت السين إعلاما بالاستمرار لا للاستقبال .
قال
ابن هشام : وهذا لا يعرفه النحويون . بل الاستمرار مستفاد من المضارع ، والسين باقية على الاستقبال ، إذ الاستمرار إنما يكون في المستقبل .
قال : وزعم
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أنها إذا دخلت على فعل محبوب أو مكروه أفادت أنه واقع لا محالة ; ولم أر من فهم وجه ذلك .
ووجه : أنها تفيد الوعد بحصول الفعل ، فدخولها على ما يفيد الوعد أو الوعيد مقتض
[ ص: 496 ] لتوكيده وتثبيت معناه ، وقد أومأ إلى ذلك في سورة البقرة : فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=137فسيكفيكهم الله [ البقرة : 137 ] : معنى السين أن ذلك كائن لا محالة ، وإن تأخر إلى حين . وصرح به في سورة ( براءة ) ، فقال في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=71أولئك سيرحمهم الله [ التوبة : 71 ] : السين مفيدة وجود الرحمة لا محالة ، فهي تؤكد الوعد كما تؤكد الوعيد في قولك : سأنتقم منك .
nindex.php?page=treesubj&link=28960_20921السِّينُ : حَرْفٌ يَخْتَصُّ بِالْمُضَارِعِ وَيُخْلِصُهُ لِلِاسْتِقْبَالِ ، وَيَتَنَزَّلُ مِنْهُ مَنْزِلَةَ الْجُزْءِ ، فَلِذَا لَمْ تَعْمَلْ فِيهِ .
وَذَهَبُ الْبَصْرِيُّونَ إِلَى أَنَّ مُدَّةَ الِاسْتِقْبَالِ مَعَهُ أَضْيَقُ مِنْهَا مَعَ سَوْفَ .
وَعِبَارَةُ الْمُعْرِبِينَ : حَرْفُ تَنْفِيسٍ ، وَمَعْنَاهَا حَرْفُ تَوَسُّعٍ ; لِأَنَّهَا تَقْلِبُ الْمُضَارِعَ مِنَ الزَّمَنِ الضَّيِّقِ - وَهُوَ الْحَالُ - إِلَى الزَّمَنِ الْوَاسِعِ ، وَهُوَ الِاسْتِقْبَالُ .
وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّهَا قَدْ تَأْتِي لِلِاسْتِمْرَارِ لَا لِلِاسْتِقْبَالِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=91سَتَجِدُونَ آخَرِينَ [ النِّسَاءِ : 91 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=142سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ [ الْبَقَرَةِ : 142 ] ; لِأَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا نَزَلَ بَعْدَ قَوْلِهِمْ ( مَا وَلَّاهُمْ ) فَجَاءَتِ السِّينُ إِعْلَامًا بِالِاسْتِمْرَارِ لَا لِلِاسْتِقْبَالِ .
قَالَ
ابْنُ هِشَامٍ : وَهَذَا لَا يَعْرِفُهُ النَّحْوِيُّونَ . بَلِ الِاسْتِمْرَارُ مُسْتَفَادٌ مِنَ الْمُضَارِعِ ، وَالسِّينُ بَاقِيَةٌ عَلَى الِاسْتِقْبَالِ ، إِذِ الِاسْتِمْرَارُ إِنَّمَا يَكُونُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ .
قَالَ : وَزَعَمَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ أَنَّهَا إِذَا دَخَلَتْ عَلَى فِعْلٍ مَحْبُوبٍ أَوْ مَكْرُوهٍ أَفَادَتْ أَنَّهُ وَاقِعٌ لَا مَحَالَةَ ; وَلَمْ أَرَ مَنْ فَهِمَ وَجْهَ ذَلِكَ .
وَوُجِّهَ : أَنَّهَا تُفِيدُ الْوَعْدَ بِحُصُولِ الْفِعْلِ ، فَدُخُولُهَا عَلَى مَا يُفِيدُ الْوَعْدَ أَوِ الْوَعِيدَ مُقْتَضٍ
[ ص: 496 ] لِتَوْكِيدِهِ وَتَثْبِيتِ مَعْنَاهُ ، وَقَدْ أَوْمَأَ إِلَى ذَلِكَ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ : فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=137فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ [ الْبَقَرَةِ : 137 ] : مَعْنَى السِّينِ أَنَّ ذَلِكَ كَائِنٌ لَا مَحَالَةَ ، وَإِنْ تَأَخَّرَ إِلَى حِينٍ . وَصَرَّحَ بِهِ فِي سُورَةِ ( بَرَاءَةَ ) ، فَقَالَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=71أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ [ التَّوْبَةِ : 71 ] : السِّينُ مُفِيدَةٌ وُجُودَ الرَّحْمَةِ لَا مَحَالَةَ ، فَهِيَ تُؤَكِّدُ الْوَعْدَ كَمَا تُؤَكِّدُ الْوَعِيدَ فِي قَوْلِكَ : سَأَنْتَقِمُ مِنْكَ .