الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب في قوله - عز وجل - فلما رأوه الخ ، ساقها غير أبي ذر ، وفي رواية أبي ذر فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم ، الآية ، قوله : " فلما رأوه " أي فلما رأوا ما يوعدون به ، وكانوا قالوا : فائتنا بما تعدنا ، يعني من العذاب ، إن كنت من الصادقين ، وهم قوم هود - عليه الصلاة السلام - ، قوله : عارضا " نصب على الحال ، وقيل : رأوا عارضا ، وهو السحاب ، سمي بذلك لأنه يعرض أي يبدو في عرض السماء ، قوله : مستقبل أوديتهم " صفة لقوله : عارضا ، فلما رأوه استبشروا به ، وقالوا : هذا عارض ممطرنا ، يمطر لنا ، فقال الله - عز وجل - بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم وريح مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أي هو ريح ، وكانت الريح التي تسمى الدبور ، وكانت تحمل الفسطاط وتحمل الظعينة فترفعها حتى كأنها جرادة ، وأما ما كان خارجا من مواشيهم ورحالهم تطير بها الريح بين السماء والأرض مثل الريش ، قال ابن عباس : فدخلوا بيوتهم وأغلقوا أبوابهم ، فجاءت الريح فقلعت أبوابهم وصرعتهم ، وأمر الله الريح فأمالت عليهم الرمال ، فكانوا تحت الرمل سبع ليال وثمانية أيام حسوما ، لهم أنين ، ثم أمر الله تعالى الريح فكشفت عنهم الرمال ، ثم أمرها فاحتملتهم ، فرمت بهم في البحر ، فهو الذي قال الله تعالى تدمر كل شيء مرت به من رجال عاد وأموالها .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية