( ( و ) ) منها أي من علامات الساعة العظمى العلامة الثالثة أن ينزل من السماء السيد ( ( المسيح )
) عيسى ابن مريم عليه السلام ونزوله ثابت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة أما الكتاب فقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=159وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ) أي ليؤمنن
بعيسى قبل موت
عيسى وذلك عند نزوله من السماء آخر الزمان حتى تكون الملة واحدة ملة
إبراهيم حنيفا مسلما .
ونوزع في الاستدلال بهذه الآية الكريمة وأن الضمير في قوله قبل موته ليهود ويؤيده قراءة
أبي رضي الله عنه قبل موتهم .
وأما السنة ففي الصحيحين وغيرهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026444والذي نفسي بيده nindex.php?page=treesubj&link=30284_31991_33649_31995ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية " الحديث . وفي
مسلم عنه "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026445والله لينزلن ابن مريم حكما عدلا فليكسرن الصليب " بنحوه .
وأخرج
مسلم أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026446لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة فينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم : تعال صل بنا فيقول : لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة " .
وأما الإجماع فقد أجمعت الأمة على نزوله ولم يخالف فيه أحد من أهل الشريعة ، وإنما أنكر ذلك الفلاسفة والملاحدة ممن لا يعتد بخلافه ، وقد انعقد إجماع الأمة على
[ ص: 95 ] أنه ينزل ويحكم بهذه الشريعة المحمدية وليس ينزل بشريعة مستقلة عند نزوله من السماء وإن كانت النبوة قائمة به وهو متصف بها ، ويتسلم الأمر من
المهدي ويكون
المهدي من أصحابه وأتباعه كسائر أصحاب
المهدي حتى
أصحاب الكهف الذين هم من أتباع
المهدي كما مر .
وتقدم أن
عيسى عليه السلام يصلي وراء
المهدي صلاة الفجر ولا يقدح ذلك في نبوته ، وكذلك يسلم إليه تابوت
بني إسرائيل وكل ما معه من آلات الأمر .
( ( وَ ) ) مِنْهَا أَيْ مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الْعُظْمَى الْعَلَامَةُ الثَّالِثَةُ أَنْ يَنْزِلَ مِنَ السَّمَاءِ السَّيِّدُ ( ( الْمَسِيحُ )
) عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَنُزُولُهُ ثَابِتٌ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ أَمَّا الْكِتَابُ فَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=159وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ) أَيْ لَيُؤْمِنَنَّ
بِعِيسَى قَبْلَ مَوْتِ
عِيسَى وَذَلِكَ عِنْدَ نُزُولِهِ مِنَ السَّمَاءِ آخِرَ الزَّمَانِ حَتَّى تَكُونَ الْمِلَّةُ وَاحِدَةً مِلَّةُ
إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا مُسْلِمًا .
وَنُوزِعَ فِي الِاسْتِدْلَالِ بِهَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ وَأَنَّ الضَّمِيرَ فِي قَوْلِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ لِيَهُودَ وَيُؤَيِّدُهُ قِرَاءَةُ
أُبَيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَبْلَ مَوْتِهِمْ .
وَأَمَّا السُّنَّةُ فَفِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026444وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ nindex.php?page=treesubj&link=30284_31991_33649_31995لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ " الْحَدِيثَ . وَفِي
مُسْلِمٍ عَنْهُ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026445وَاللَّهِ لَيَنْزِلَنَّ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّلِيبَ " بِنَحْوِهِ .
وَأَخْرَجَ
مُسْلِمٌ أَيْضًا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026446لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ : تَعَالَ صَلِّ بِنَا فَيَقُولُ : لَا إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ " .
وَأَمَّا الْإِجْمَاعُ فَقَدْ أَجْمَعَتِ الْأُمَّةُ عَلَى نُزُولِهِ وَلَمْ يُخَالِفْ فِيهِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الشَّرِيعَةِ ، وَإِنَّمَا أَنْكَرَ ذَلِكَ الْفَلَاسِفَةُ وَالْمَلَاحِدَةُ مِمَّنْ لَا يُعْتَدُّ بِخِلَافِهِ ، وَقَدِ انْعَقَدَ إِجْمَاعُ الْأُمَّةِ عَلَى
[ ص: 95 ] أَنَّهُ يَنْزِلُ وَيَحْكُمُ بِهَذِهِ الشَّرِيعَةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ وَلَيْسَ يَنْزِلُ بِشَرِيعَةٍ مُسْتَقِلَّةٍ عِنْدَ نُزُولِهِ مِنَ السَّمَاءِ وَإِنْ كَانَتِ النُّبُوَّةُ قَائِمَةً بِهِ وَهُوَ مُتَّصِفٌ بِهَا ، وَيَتَسَلَّمُ الْأَمْرَ مِنَ
الْمَهْدِيِّ وَيَكُونُ
الْمَهْدِيُّ مِنْ أَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ كَسَائِرِ أَصْحَابِ
الْمَهْدِيِّ حَتَّى
أَصْحَابِ الْكَهْفِ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَتْبَاعِ
الْمَهْدِيِّ كَمَا مَرَّ .
وَتَقَدَّمَ أَنَّ
عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ يُصَلِّي وَرَاءَ
الْمَهْدِيِّ صَلَاةَ الْفَجْرِ وَلَا يَقْدَحُ ذَلِكَ فِي نُبُّوتِهِ ، وَكَذَلِكَ يُسَلِّمُ إِلَيْهِ تَابُوتَ
بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكُلَّ مَا مَعَهُ مِنْ آلَاتِ الْأَمْرِ .