الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
في هذه السنة nindex.php?page=treesubj&link=33800_33827فتح الملك nindex.php?page=showalam&ids=17075مسعود بن محمود بن سبكتكين قلعة بخراسان كانت بيد الغز ، وقتل فيها جماعة منهم ، وكانت بينه وبينهم وقعات أجلت عن فراقهم خراسان إلى البرية ، وقد ذكرناه سنة ثلاثين [ وأربعمائة ] .
ذكر ملك الملك nindex.php?page=showalam&ids=12136أبي كاليجار البصرة
في هذه السنة سير الملك nindex.php?page=showalam&ids=12136أبو كاليجار عساكره مع العادل أبي منصور بن مافنة إلى البصرة ، فملكها في صفر ، وكانت بيد الظهير أبي القاسم ، وقد ذكرنا أنه وليها بعد بختيار ، وأنه عصى على nindex.php?page=showalam&ids=12136أبي كاليجار مرة ، وصار في طاعة جلال الدولة ، ثم فارق طاعته وعاد إلى طاعة الملك nindex.php?page=showalam&ids=12136أبي كاليجار ، وكان يترك محاقته ومعارضته فيما يفعله ، ويضمن الظهير أن يحمل إلى nindex.php?page=showalam&ids=12136أبي كاليجار كل سنة سبعين ألف دينار ، وكثرت أمواله ودامت أيامه وثبت قدمه وطار اسمه .
واتفق أنه تعرض إلى أملاك أبي الحسن بن أبي القاسم بن مكرم ، صاحب عمان ، وأمواله ، وكاتب أبو الحسن الملك nindex.php?page=showalam&ids=12136أبا كاليجار ، وبذل له زيادة ثلاثين ألف دينار في ضمان البصرة كل سنة ، وجرى الحديث في قصد البصرة ، فصادف قلبا موغرا من الظهير ، فحصلت الإجابة ، وجهز الملك العساكر مع العادل أبي منصور فسار إليها وحصرها .
وسارت العساكر من عمان أيضا في البحر وحصرت البصرة وملكت ، وأخذ الظهير وقبض عليه ، وأخذ جميع ماله ، وقرر عليه مائة ألف وعشرة آلاف دينار [ ص: 794 ] يحملها في أحد عشر يوما ، بعد تسعين ألف دينار أخذت منه قبلها ، ووصل الملك nindex.php?page=showalam&ids=12136أبو كاليجار إلى البصرة ، فأقام بها ثم عاد إلى الأهواز ، وجعل ولده عز الملوك فيها ، ومعه الوزير nindex.php?page=showalam&ids=14605أبو الفرج بن فسانجس ، ولما سار nindex.php?page=showalam&ids=12136أبو كاليجار عن البصرة أخذ معه الظهير إلى الأهواز .