الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5085 ) الفصل الثالث : أنه يشترك فيه الذكر والأنثى ; لدخولهم في اسم القرابة . واختلفت الرواية في قسمته بينهم . فعن أحمد ، أنه يقسم بينهم للذكر مثل حظ الأنثيين . وهو اختيار الخرقي ، ومذهب الشافعي ; لأنه سهم استحق بقرابة الأب شرعا ، ففضل فيه الذكر على الأنثى كالميراث ، ويفارق الوصية وميراث ولد الأم ; فإن الوصية استحقت بقول الموصي ، وميراث ولد الأم استحق بقرابة الأم . والرواية الثانية ، يسوى بين الذكر والأنثى ، وهو قول أبي ثور ، والمزني ، وابن المنذر ; لأنهم أعطوا باسم القرابة ، والذكر والأنثى فيها سواء .

                                                                                                                                            فأشبه ما لو وصى لقرابة فلان ، أو وقف عليهم ، ألا ترى أن الجد يأخذ مع الأب ، وابن الابن يأخذ مع الابن ؟ وهذا يدل على مخالفة المواريث ، ولأنه سهم من خمس الخمس لجماعة ، فيستوي فيه الذكر والأنثى كسائر سهامه ، ويستوي بين الصغير والكبير ، على الروايتين ; لاستوائهم في القرابة ، فأشبه الميراث .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية