الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ ص: 116 ] فصل [ في الحقيقة ] الحقيقة تتوقف على النقل عن واضع اللغة كالنصوص في باب الشرع . حكاه ابن السمعاني في " القواطع " عن أبي زيد الدبوسي ولم يخالفه ، وقضيته أنه لا يطرقه الخلاف في المجاز ، وفيه نظر . وأما المجاز فيعرف إما بالنص من العرب أو الاستدلال ، والنص بأن يقول : هذا حقيقة وهذا مجاز ، وينقل ذلك أئمة اللغة . قال ابن العارض في " نكته " : وإنما اعتبرنا نص أهل اللغة ; لأنهم إن قالوه نقلا عن العرب فهو حجة ، أو إجماع بإجماعهم كذلك . ا هـ .

                                                      وقد تصدى لذلك الزمخشري في كتابه المسمى " بأساس البلاغة " : وقيل : يعرف بالضرورة بثلاثة طرق : بأن يصرح أهل اللغة باسمه ، بأن يقولون : هذا اللفظ مجاز في المعنى الفلاني ، أو بحده بأن يقولون : هو موضوع فيه بوضع ثان ، أو بخاصته كما يقال : استعمال هذا اللفظ في ذلك يحتاج إلى العلاقة ، وهذا قاله في " المحصول " . ويمكن رجوع الثالث إلى القسم النظري المذكور آنفا . وأما الاستدلال بالعلامات وهي كثيرة ، وقد أنكر هذا القسم العبدري وابن الحاج في كلامهما على " المستصفى " : وقالا : الصحيح أنه لا سبيل إلى معرفة المجاز إلا بالنقل والتصفح للسان العرب . ا هـ . والصحيح المشهور خلافه .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية