الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6823 ) فصل : ولا يحمل العقل إلا من يعرف نسبه من القاتل ، أو يعلم أنه من قوم يدخلون كلهم في العقل ، ومن لا يعرف ذلك منه لا يحمل ، وإن كان من قبيلته ، فلو كان القاتل قرشيا ، لم يلزم قريشا كلهم التحمل ، فإن قريشا وإن كانوا كلهم يرجعون إلى أب واحد ، إلا أن قبائلهم تفرقت ، وصار كل قوم ينتسبون إلى أب يتميزون به ، فيعقل عنهم من يشاركهم في نسبهم إلى الأب الأدنى ، ألا ترى أن الناس كلهم بنو آدم ، فهم راجعون إلى أب واحد ، لكن إن كان من فخذ واحد ، يعلم أن جميعهم يتحملون ، وجب أن يحمل جميعهم ، سواء عرف أحدهم نسبه أو لم يعرف ; للعلم بأنه متحمل على أي وجه كان .

                                                                                                                                            وإن لم يثبت نسب القاتل من أحد ، فالدية في بيت المال ; لأن المسلمين يرثونه إذا لم يكن له وارث ، بمعنى أنه يؤخذ ميراثه لبيت المال ، فكذلك يعقلونه على هذا الوجه . وإن وجد له من يحمل بعض العقل ، فالباقي في بيت المال كذلك .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية