الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 23 ] 2 - باب:

                                                                                                                                                                                                                              قال مجاهد: إلى شياطينهم [البقرة: 14]: أصحابهم من المنافقين والمشركين. محيط بالكافرين الله جامعهم. على الخاشعين [البقرة: 45] على المؤمنين حقا. قال مجاهد (بقوة) [البقرة: 63] يعمل بما فيه.

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              هذا كله أخرجه عبد بن حميد ، عن شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد . وقال السدي في شياطينهم : رءوسهم في الكفر، وشيطان مشتق من شاط إذا بعد. والمراد: جامعهم يوم القيامة ليعاقبهم. وقيل: أي يصيبهم متى شاء. وعن مجاهد في قوة: بجد، وقيل: بكثرة درس.

                                                                                                                                                                                                                              ص: وقال أبو العالية مرض : شك، أي: نفاق. صبغة : دين، وما خلفها : عبرة لمن بقي. لا شية : لا بياض.

                                                                                                                                                                                                                              وما أسنده في صبغة هو قول قتادة أيضا، وقال مجاهد : أي: فطرة الله وقال الكسائي : هو إغراء، أي: الزموا تطهير الله بالإسلام، لا ما تفعله اليهود والنصارى. وقيل: هي الختان، اختتن إبراهيم فجرت الصبغة على الختان لصبغهم الغلمان في الماء.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 24 ] وقوله: ( وما خلفها عبرة لمن بقي). المعنى: لما بين يدي الصبغة من ذنوبهم، وما خلفها من يعمل مثلها، فخاف العامل أن يمسخ به، فالضمير للعقوبة. وقال ابن عباس : لما بين يديها لمن حضر معهم. وما خلفها : لمن أتى من بعدهم.

                                                                                                                                                                                                                              وموعظة للمتقين : أمة محمد أن ينتهكوا حرمة الله فيصيبهم ما أصاب السبت.

                                                                                                                                                                                                                              وقال مجاهد : لما بين يديها ما قد مضى من خطاياهم وما خلفها ويعني: أهلكوا بها.

                                                                                                                                                                                                                              وقال قتادة : لما بين يديها من ذنوبهم، وما خلفها من صيدهم الحيتان.

                                                                                                                                                                                                                              وما ذكره في شية لا بياض. وقيل: لا لون فيها يخالف جلدها، وقيل: لا بياض ولا سواد، وكل نحو الأقل.

                                                                                                                                                                                                                              (ص): وقال غيره: يسومونكم يولونكم. وهو قول أبي محمد. وقيل: يضرونكم في العذاب مرة كذا، ومرة كذا، كما يفعل بالإبل السائمة. والمعنى: يسومونكم على سوء العذاب، أي: يذيقونكم أشده.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 25 ] (ص): ( ابتلى ): اختبر، وقيل: امتحن.

                                                                                                                                                                                                                              (ص): ( الولاية -مفتوحة- مصدر الولاء، وهي الربوبية. وإذا كسرت الواو؛ فهي الإمارة). هو كما قال. وذكر في سورة "الكهف" الولاية: مصدر ولي، وهناك موضعه

                                                                                                                                                                                                                              (ص): (قال بعضهم: الفوم: الحبوب التي تؤكل كلها فوم).

                                                                                                                                                                                                                              قلت: قال ابن عباس : إنها البر بعينه. وقال مجاهد وغيره: هو الخبز. وقال الضحاك : هو الثوم في قراءة عبد الله .

                                                                                                                                                                                                                              وقيل: هو نبت الثاقاء.

                                                                                                                                                                                                                              (ص): ( فادارأتم : أخلفتم). هو كما قال.

                                                                                                                                                                                                                              ص: (وقال قتادة : فباءوا : انقلبوا). قلت: وقيل: رجعوا، وهو بمعناه.

                                                                                                                                                                                                                              (ص): ( يستفتحون : يستنصرون. شروا : باعوا). هو كما قال.

                                                                                                                                                                                                                              (ص): ( راعنا : من الرعونة. إذا أرادوا أن يحمقوا إنسانا، قالوا: راعنا). قلت: أو أرعنا سمعك؛ فاسمع بها ونسمع منك.

                                                                                                                                                                                                                              (ص): لا يجزي : لا يغني. خطوات : من الخطو). والمعنى: آثاره.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية