الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4209 [ ص: 33 ] 5 - باب: وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا الآية [البقرة: 58]

                                                                                                                                                                                                                              رغدا : واسعا كثيرا.

                                                                                                                                                                                                                              4479 - حدثني محمد، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن ابن المبارك، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " قيل لبني إسرائيل وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة [البقرة: 58] فدخلوا يزحفون على أستاههم، فبدلوا وقالوا: حطة، حبة في شعرة". [انظر: 3403 - مسلم: 3015 - فتح: 8 \ 164]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              حدثني محمد، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن ابن المبارك ، عن معمر ، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "قيل لبني إسرائيل وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة [البقرة: 58] فدخلوا يزحفون على أستاههم، فبدلوا وقالوا: حطة، حبة في شعرة".

                                                                                                                                                                                                                              الشرح:

                                                                                                                                                                                                                              هذا الحديث سلف في مناقب الأنبياء، ويأتي في سورة الأعراف، وأخرجه مسلم والترمذي والنسائي .

                                                                                                                                                                                                                              واختلف في هذه القرية هل هي البلقاء أو الرملة أو بيت المقدس من باب حطة، وحطة: مغفرة، أو أريحاء أو قرية الجبارين بقية العمالقة ورأسهم عوج. أقوال.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 34 ] وقال مقاتل : هي إيلياء، وكانت يومئذ من وراء البحر، سميت قرية؛ لأنها قرت، أي: اجتمعت بالفتح والكسر، حكاها ابن سيده . ومحمد هذا شيخ البخاري ، زعم الجياني أن ابن السكن وحده نسبه ابن سلام. قال: والأشبه أنه ابن بشار أو ابن المثنى، وقد ذكرهما أبو نصر من جملة شيوخه عن ابن مهدي.

                                                                                                                                                                                                                              وعند الترمذي مصححا: "دخلوا مزحفين على أوراكهم". أي: منحرفين. قال مجاهد : دخلوا على استهم إلى الجبل الذي تجلى عليه رب العزة وقالوا: حنطة. فنتق فوقهم الجبل، فدخلوا سجدا على حرف أعينهم إلى الجبل، ومعنى حطة: حط عنا خطايانا - كما سلف، أي: حطتنا حطة وأصلها النصب، رفعت لإفادة الإثبات. وقيل: قولوا: لا إله إلا الله. وقال ابن عباس : أمروا أن يستغفروا الله.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: ("وقالوا: حطة حبة في شعرة") أي: حبة حنطة في شعرة الحطة وهو السفاء، وهو شوك الحنطة. وقيل: قالوا بالنبطية: هطا سمقاثا. أي: حنطة حمراء. وقال ابن مسعود : قالوا: حنطة حمراء مثقوبة فيها شعرة سوداء.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية