الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4378 [ ص: 403 ] 2 - باب: قوله: فسيحوا في الأرض أربعة أشهر [التوبة: 2]

                                                                                                                                                                                                                              (سيحوا): سيروا.

                                                                                                                                                                                                                              4655 - حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب وأخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة - رضي الله عنه - قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين، بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. قال حميد بن عبد الرحمن: ثم أردف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعلي بن أبي طالب، وأمره أن يؤذن ببراءة. قال أبو هريرة فأذن معنا علي يوم النحر في أهل منى ببراءة، وأن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. [انظر: 369 - مسلم: 1347 - فتح: 8 \ 317].

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              أي: آمنين بالعهد، أي: قل لهم يا محمد: سيروا في الأرض آمنين غير خائفين.

                                                                                                                                                                                                                              ثم ساق حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين … الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              تقدم في الصلاة في باب: ما يستر من العورة، وسلف في: الحج أيضا.

                                                                                                                                                                                                                              وأول هذه الأشهر: شوال، وقيل: يوم عرفة، وجعلت هذه المدة أمانا لمن كان له عهد أربعة أشهر فما دونها، كان له أجل أكثر منها يفيء إليه؛ لقوله تعالى: فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم وسماها حرما؛ لقوله: فإذا انسلخ الأشهر الحرم أي: لتحريم قتال

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 404 ] المشركين بها، وأما قوله تعالى: منها أربعة حرم قلت: هذه هي: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب.

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن إسحاق وغيره: المؤجلون في هذه الآية صنفان من المشركين:

                                                                                                                                                                                                                              أحدهما: كانت مدة عهده أقل من أربعة أشهر ليرتاد لنفسه ثم هو حرب بعد ذلك. وابتداء هذا الأجل كما قال الثعلبي : يوم الحج الأكبر، وانقضاؤه إلى عشر من ربيع الآخر.

                                                                                                                                                                                                                              فأما من لا عهد له، فإنما أجله انسلاخ الأشهر الحرم، ثم نسخ بآية السيف.

                                                                                                                                                                                                                              وقال النحاس : أحسن الأقوال في الآية أنها فيمن نقض العهد، فأما من لم ينقضه فهو مقيم على عهده فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم [التوبة: 7]. قال: وأما ما جاء في الحديث أن ينبذ إلى كل ذي عهد عهده أن يكون للناقض، على أن الرواية بسقوط هذه اللفظة أولى وأكثر وأشبه.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية