الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
[ فتاوى تتعلق بالعتق ]

{ وسأله صلى الله عليه وسلم الشريد بن سويد ، فقال : إن أمي أوصت أن تعتق عنها رقبة مؤمنة ، وعندي جارية سوداء نوبية ، أفأعتقها عنها ؟ فقال ائت بها ، فقال : من ربك ؟ قالت : الله ، قال : من أنا ؟ قالت : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : أعتقها فإنها مؤمنة } ذكره أهل السنن .

{ وسأله صلى الله عليه وسلم رجل فقال : علي عتق رقبة مؤمنة ، وأتاه بجارية سوداء أعجمية ، فقال لها أين الله ؟ فأشارت إلى السماء بأصبعها السبابة ، فقال لها من أنا فأشارت بأصبعها إلى رسول الله ، وإلى السماء ، أي أنت رسول الله فقال أعتقها } ذكره أحمد .

{ وسأله معاوية بن الحكم السلمي فقال : كانت لي جارية ترعى غنما لي قبل نجد والجوانية فاطلعت ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب بشاة من غنمها ، وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون ، فصككتها صكة ، فعظم ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : أفلا أعتقها ؟ فقال : ائتني بها فقال لها : أين الله ؟ قالت : في السماء ، قال من أنا قالت : أنت رسول الله ، قال أعتقها فإنها مؤمنة } .

قال الشافعي : فلما وصفت الإيمان وأن ربها تبارك وتعالى في السماء ، قال " أعتقها فإنها مؤمنة " فقد سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم " أين الله " .

وسأل صلى الله عليه وسلم أين الله ؟ فأجاب من سأله بأن الله في السماء ، فرضي جوابه ، وعلم به أنه حقيقة الإيمان لربه ، وأجاب هو صلى الله عليه وسلم من " سأله أين الله " ، ولم ينكر هذا السؤال عليه ، وعند الجهمي أن السؤال بأين الله كالسؤال بما لونه وما طعمه وما جنسه وما أصله ونحو ذلك من الأسئلة المحالة الباطلة .

التالي السابق


الخدمات العلمية