الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
من أسباب التفكك الأسري

أ.د. شادية التل

تمهيد الحمد لله الذي أرشدنا إلى ما فيه طاعته ورضاه، ودعانا إلى الإيمان والعمل الصالح، وحثنا على مكارم الأخلاق، وحبب إلينا الخير وأهله، وجعل أزواجنا سكنا لنا، وأبناءنا أمانة في أعناقنا، وزينهم في نفوسنا، وبعد:

فقد رسم الإسلام الصورة المثلى للأسرة المسلمة، وحدد الأسس الشرعية لبنائها، كما حدد خصائصها وحقوق أفرادها وواجباتهم، ووضع الضوابط ورسم التشريعات التي تنظم العلاقات بين أفرادها، بما يكفل استقرارها ويحقق سعادتها، وبين كل ما من شأنه أن يقوض بنيانها ويهدمه، وما يحصنها من الاضطراب والانهيار.

والحياة الزوجية حياة يصبغها التعاون وتسودها روح المسئولية والتضحية، وبدون ذلك لا يكون الزواج ناجحا.. ولا تخلو الحياة الأسرية من بعض المشكلات التي قد يتمكن أفراد الأسرة من حلها، في وقت من الأوقات. وقد تتخللها مشكلات أخرى تستدعي [ ص: 29 ] تدخل الأهل أو المصلحين. وقد يسود الصراع والشقاق الحياة الأسرية فيعكر صفوها ويعرضها إلى التصدع والانهيار.

وقبل الشروع في الحديث عن الأسباب والعوامل، التي تؤدي إلى التفكك، ينـبغي تحديد مفهوم التفكك الأسري وتحديد أنماطه.

التالي السابق


الخدمات العلمية