الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
التفكك الأسري

الأسباب والعواقب والحلول

عبد المجيد بن مسعود

تمهيد

سأحاول -مستعينا بالله عز وجل - في هذا البحث المتواضع، أن أقف على ظاهرة التفكك الأسري، التي تتصدع لها بنى المجتمعات المعاصرة، التي باتت تجأر من هولها، وتتأذى من آثارها الممضة، وعواقبها الوخيمة. وسأعمل جهد المستطاع، في حدود المساحة المتاحة، أن استجلي أهم الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة المؤرقة، وما ينجم عنها من عواقب وآثار، وما يمكن أن يتصور لها من صيغ التجاوز والعلاج.

وأشير قبل ذلك إلى أن معالجة الموضوع ستأخذ بعين الاعتبار طبيعة العالم المعاصر، المتميزة بعبور وتلاطم التيارات الثقافية والفكرية، مصحوبة بنماذجها السلوكية، في سياق تنافس محموم، بل -وبتعبير أدق- في ظل محاولات شرسة لتنميط المجتمعات، ضمن ما أطلق عليه «العولمة»، في قالب ثقافي موحد يحمل طابع [ ص: 71 ] المدنية الغربية الغالبة في الوقت الراهن، ذلك أن واقع الأمور ينطق بشكل سافر بكون التغييرات التي تطرأ على بنية المجتمعات، ومن ثم على الأسرة التي تقع منها موقع القلب النابض والنواة الصلبة، من حيث ما هو مفروض، قد أصابت الأسرة في مقاتلها بما أحدثته في كيانها من خلخلة وتفكيك. فما هو المقصود بالتفكك الأسري؟

التالي السابق


الخدمات العلمية