الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب لا يجاهد إلا بإذن الأبوين.

                                                                            2638 - أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح ، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، نا علي بن الجعد ، أنا شعبة ، عن حبيب بن أبي ثابت ، سمعت أبا العباس المكي ، يقول: سمعت عبد الله بن عمرو ، يقول: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد، فقال: " أحي والداك؟ " قال: نعم. قال: " ففيهما فجاهد " .

                                                                            وأخبرنا أبو الحسن الداودي ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي ، نا الحسين بن الحسن المروزي ، نا عبد الرحمن بن مهدي ، ومحمد بن أبي عدي ، وحجاج بن محمد ، قالوا: حدثنا شعبة بهذا الإسناد مثله.

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد ، عن آدم ، وأخرجه [ ص: 378 ] مسلم ، عن عبيد الله بن معاذ ، عن أبيه، كلاهما عن شعبة .

                                                                            قال رحمه الله: هذا في جهاد التطوع لا يخرج إلا بإذن الأبوين إذا كانا مسلمين، فإن كان الجهاد فرضا متعينا، فلا حاجة إلى إذنهما، وإن منعاه عصاهما وخرج، وإن كان الأبوان كافرين، فيخرج دون إذنهما، فرضا كان الجهاد أو تطوعا، وكذلك لا يخرج إلى شيء من التطوعات كالحج، والعمرة، والزيارة، ولا يصوم التطوع إذا كره الوالدان المسلمان أو أحدهما، إلا بإذنهما، وما كان فرضا فلا يحتاج فيه إلى إذنهما، وكذلك لا يخرج إلى جهاد التطوع إلا بإذن الغرماء إذا كان لهم عليه دين عاجل، كما لا يخرج إلى الحج إلا بإذنهم، فإن تعين عليه فرض الجهاد، لم يعرج على الإذن.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية