الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب المسابقة على الخيل.

                                                                            2650 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي ، أنا زاهر بن أحمد ، أنا أبو إسحاق الهاشمي ، أنا أبو مصعب ، عن مالك ، عن نافع ، عن عبد الله بن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " سابق بين الخيل التي قد أضمرت من الحفياء إلى ثنية الوداع، وكان [ ص: 391 ] أمدها ثنية الوداع، وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق " ، وكان عبد الله فيمن سابق بها.

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد ، عن عبد الله بن يوسف ، وأخرجه مسلم ، عن يحيى بن يحيى ، كلاهما عن مالك .

                                                                            ورواه أبو إسحاق ، عن موسى بن عقبة ، عن نافع ، وقال: قلت لموسى: كم بين ذلك؟ يعني: بين الحفياء وثنية الوداع، قال: ستة أميال، أو سبعة أميال.

                                                                            وقال: في ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق ميل، أو نحوه.

                                                                            والتضمير في الخيل: أن تعلف الحب والقضيم حتى تسمن، وتقوى، ثم تغشى بالجلال، وتترك حتى تحمى وتعرق، ولا تعلف إلا قوتا حتى تضمر، ويذهب رهلها، ويشتد لحمها، فتخف.

                                                                            وروي عن ابن عمر ، "أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يضمر الخيل، ويسابق عليها " .

                                                                            والأمد: الغاية، قال الله سبحانه وتعالى: ( أمدا بعيدا ) [ ص: 392 ] ، أي: غاية، وقال الله عز وجل: ( فطال عليهم الأمد ) ، وهو نهاية البلوغ، ويقال: استولى على الأمد: أي: غلب سابقا، وجمع الأمد آماد.

                                                                            يريد: أنه جعل غاية المضامير أبعد من غاية ما لم يضمر من الخيل؛ لأن المضامير أقوى مما لم يضمر، وكل ذلك إعداد للقوة في إعزاز الدين، امثتالا لقوله عز وجل: ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية