الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب الخوف من القضاء.

                                                                            2496 - أخبرنا أبو بكر يعقوب بن أحمد بن محمد بن علي يعرف بالصيرفي ، أنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي ، أنا المؤمل بن الحسن بن عيسى الماسرجسي ، نا الحسن بن محمد الزعفراني ، نا بكر بن بكار ، عن سفيان الثوري ، عن زيد بن أسلم ، عن سعيد أو أبي سعيد ، عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من جعل قاضيا، فقد ذبح بغير سكين " هذا حديث حسن.

                                                                            وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة ، رواه عمرو بن أبي عمرو ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة .

                                                                            قال أبو سليمان الخطابي : معنى هذا الكلام التحذير عن طلب القضاء، وقوله: " بغير سكين" يحتمل وجهين من التأويل، أحدهما: أن الذبح إنما يكون، في ظاهر العرف وغالب العادة، بالسكين، فعدل به رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سنن العادة إلى غيرها، ليعلم أن الذي أراده بهذا القول إنما [ ص: 93 ] هو ما يخاف عليه من هلاك دينه دون هلاك بدنه، والوجه الآخر: أن الذبح الوحي الذي يقع به إراحة الذبيحة وخلاصها من طول الألم إنما يكون بالسكين، وإذا ذبح بغير السكين كان خنقا وتعذيبا، فضرب المثل بذلك ليكون أبلغ في الحذر من الوقوع فيه.

                                                                            وروي عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من ابتغى القضاء وكل إلى نفسه، ومن أكره عليه، أنزل الله عليه ملكا يسدده " .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية