الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 134 ]

795 . وقال مسروق انتهى العلم إلى ستة أصحاب كبار نبلا      796 . زيد أبي الدرداء مع أبي
عمر ، عبد الله مع علي      797 . ثم انتهى لذين والبعض جعل
الأشعري عن أبي الدردا بدل

التالي السابق


في هذه الأبيات بيان الذين انتهى إليهم العلم من أكابر الصحابة ، وقد ذكر ذلك مسروق والشعبي ، فقال مسروق وجدت علم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انتهى إلى ستة عمر وعلي وأبي وزيد وأبي الدرداء ، وعبد الله بن مسعود ثم انتهى علم هؤلاء الستة إلى اثنين علي وعبد الله. فقولي ثم انتهى لذين أي للأخيرين ، وهما علي ، وعبد الله ، وقد روى مطرف عن الشعبي عن مسروق نحوه إلا أنه ذكر أبا موسى الأشعري بدل أبي الدرداء ، قلت زيد بن ثابت ، وأبو موسى الأشعري ، كلاهما تأخرت وفاته بعد عبد الله بن مسعود ، وبعد علي بن أبي طالب ، بلا خلاف ، فقول مسروق إن علم الستة انتهى لعبد الله وعلي ، فيه نظر من هذا الوجه ، ولهذا عزوت هذه المقالة لمسروق ، ولم أطلقها لتكون العهدة عليه ويصح أن يقال انتهى علمهم إليهما لكونهما ضما علمهم إلى علمهما ، وإن تأخرت وفاة زيد ، وأبي موسى عن علي ، وابن مسعود ، والله أعلم وقال الشعبي كان العلم يؤخذ عن ستة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وكان عمر وعبد الله وزيد يشبه علم بعضهم بعضا ، وكان يقتبس بعضهم من بعض وكان علي والأشعري وأبي يشبه علم بعضهم بعضا ، وكان يقتبس بعضهم من بعض




الخدمات العلمية