الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء

957 . وطلحة مع الزبير جمعا سنة ست وثلاثين معا

التالي السابق


أي : توفي طلحة بن عبيد الله ، والزبير بن العوام في سنة واحدة ، وهي سنة ست وثلاثين وفي شهر واحد ، وقيل : في يوم واحد ، قتل كلاهما في وقعة الجمل ، فكان طلحة أول قتيل قتل في الوقعة ، وكانت وقعة الجمل لعشر خلون من جمادى الآخرة ، هكذا جزم به الواقدي ، وابن سعد ، وخليفة بن خياط ، وابن زبر ، وابن عبد البر ، وابن الجوزي ، وآخرون [ ص: 306 ] .

قال خليفة : يوم الجمعة ، وقال ابن سعد ، وابن زبر ، وابن الجوزي ، والجمهور : يوم الخميس . وقال الليث بن سعد : إن وقعة الجمل كانت في جمادى الأولى ، وكذا قال ابن حبان : إن يوم الجمل لعشر ليال خلون من جمادى الأولى ، والأول هو المشهور المعروف في تاريخ الجمل ، إنه في جمادى الآخرة . وتناقض فيه كلام ابن عبد البر ، فقال ما تقدم نقله عنه في ترجمة طلحة ، وقال في ترجمة الزبير : في جمادى الأولى ، ووهم في ذلك ، وتبعه ابن الصلاح في هذا فقال : إن وفاتهما في جمادى الأولى ، واختلف كلام المزي أيضا في التهذيب كابن عبد البر ، فقال في طلحة : جمادى الآخرة ، وقال في الزبير : جمادى الأولى ، وسبب ذلك كلام ابن عبد البر ، وكذلك قول أبي نعيم في طلحة : قتل في رجب ، وقول سليمان بن حرب : قتل في ربيع ، أو نحوه ، قولان مرجوحان .

والذي رمى طلحة هو مروان بن الحكم على الصحيح ، وأما الزبير فقتله عمرو بن جرموز ، فقيل : قتله يوم الجمل ، قاله الواقدي ، وابن عبد البر ، وابن الجوزي ، والمزي ، وقال البخاري في التاريخ الكبير : قتل في رجب ، وكذا قال ابن حبان في أول كلامه ، ثم قال : إنه قتل من آخر يوم صبيحة الجمل ، وهذا يقتضي أنه في الحادي عشر من جمادى الآخرة ، فالله أعلم [ ص: 307 ] .

وأما مبلغ سنهما ، فقال ابن حبان ، والحاكم : إنهما كانا ابني أربع وستين سنة ، وهو قول الواقدي في طلحة ، وقيل فيهما غير ذلك ، فقيل : كان لطلحة ثلاث وستون ، قاله أبو نعيم ، وقيل : اثنتان وستون ، قاله عيسى بن طلحة ، وهو قول الواقدي ، وقيل : ستون ، قاله المدائني ، وبه صدر ابن عبد البر كلامه ، وقيل : خمس وسبعون ، حكاه ابن عبد البر ، وقال : ما أظن ذلك ، وقيل : كانت للزبير سبع وستون ، وبه صدر ابن عبد البر كلامه ، وقيل : ست وستون ، وقيل : ستون ، وقيل تسع وخمسون ، وقيل : خمس وسبعون .




الخدمات العلمية